ابحاث

محكمة العدل الدولية والدور المطلوب!

 القاضي/ خالد عبد العزيز البغدادي

رئيس المكتب الفني بوزارة العدل

في ظل صمت دولي مخز، وتخاذل عربي وإسلامي رسمي مذل، وغياب واضح لدور محكمتي العدل الدولية والجنائية، ها هي الحرب العدوانية الظالمة والشرسة التي يشنها العدو الصهيوني على غزة تدخل شهرها العاشر، ورغم مشاهد القتل والترويع والتشريد والتجويع والدمار الذي يخلفه ذلك العدوان، التي يندى لها جبين الإنسانية، وتمثل وصمة عار على المجتمع والضمير الدولي الذي يتنصل عن مسؤوليته تجاه تلك الجرائم، وآخرها جريمة استهداف القائد إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، الذي مثل استشهاده مؤشراً حقيقياً على أن إسرائيل قد فقدت توازنها، وأصبحت تتصرف بهستيرية واضحة، ظناً منها أنها تفعل ما ينفعها، ولقد غاب عنها أن الحركات التحررية قديماً وحديثاً لا يمكن أن يتم القضاء عليها بمثل هذه التصرفات، بل على العكس من ذلك فهي تزيد قوة وإصراراً وعناداً في سبيل النصر وتحقيق أهدافها في التحرر ونيل الاستقلال والانتصار لمظلوميتها، وليس أدل على ذلك من صمود  المقاومة وحضورها القوي في مواجهة آلة الحرب الصهيونية والمعتدية ومواجهة العدوان الذي يشنه جيشها البربري الذي تقف وراءه قوى الاستكبار والهيمنة العالمية أمريكا وبريطانيا ومن يدور في فلكها، وها هو جيش الاحتلال الصهيوني يمر بحالة من التخبط وعدم الاتزان، جراء ضربات أبطال المقاومة في غزة، ونتيجة لما يحققه محور المقاومة في اليمن وإيران ولبنان والعراق من إنجازات لنصرة القضية الفلسطينية وإيقاف الحرب على غزة.

إن المجتمع الدولي وفي مقدمته الأمم المتحدة التي تنضوي تحتها العديد من الهيئات والمنظمات الإنسانية الدولية المعنية بحقوق الإنسان وتحقيق السلام التي تدعي بأنها تحمل على عاتقها مسئولية تحقيق السلام بين شعوب الأرض، تقف اليوم على مفترق طريق فيما يتعلق بقضية الشعب الفلسطيني وإزالة آخر شكل من أشكال الاحتلال في العالم وهو الاحتلال الصهيوني لأرض فلسطين، وستظل مبادئ حقوق الإنسان والاتفاقيات والمعاهدات التي توصلت إليها الأمم المتحدة الهادفة إلى تحقيق التعايش السلمي بين الأمم حبراً على ورق، وستبقى قضية الشعب الفلسطيني المظلوم شاهداً حياً على فشل منظمة الأمم المتحدة في تحقيق أهدافها ومصدراً للظن أنها منظمة تابعة للدول العظمى وأداة بيدها لتحقيق أهدافها الاستعمارية والتدخل في شئون الدول الداخلية لفرض أجندات الدول العظمى عليها.

Loading