كتابات

غزة تنتصر

دينا الرميمة

دخلت الحرب الصهيونية على غزة شهرها الرابع ومع طول أمدها وبشاعة الجرم الذي جاءت به إلا أنها لم تكن أكثر من حرب ضمن حروب يتجرعها الشعب الفلسطيني منذ سبعة عقود في ظل صمت عالمي تناسى فلسطين وشعبها المقاوم، الا ان الحرب الحالية قد بدت أكثر ظهورا للعالم وفضحت من ساعتها الأولى همجية هذا الكيان ونزعته الانتقامية من كل شيء داخل غزة بشكل خاص وعلى فلسطين بشكل عام، وعلى الرغم من الدعم العسكري اللامحدود من امريكا ودول الغرب للكيان الصهيوني وما سخروه له من دعم معنوي فرش كل قوانين الإنسانية تحت قدميه ليقتل ويدمر ويحرق الأرض بمن عليها دون إدانة ولا محاسبة تحت مبرر الدفاع عن النفس إلا أن كل المشاهد الواصلة من غزة وكل تلك المجازر والدماء والركام والدمار لا زالت حتى اللحظة تنبئ عن فشل أهداف هذه الحرب سواء المعلنة (استعادة الرهائن الصهاينة وتفكيك حماس) أو التي كانوا يتكتمون عليها بنوايا التهجير واقامة مستوطنات في غزة، فجميعها حتى الآن اضغاث احلام بينما اعتلت  المقاومة والشعب الغزاوي سفينة انتصارهم على الرغم من كل ما تلقفته غزة مما وصنعته التكنولوجيا من وسائل القتل والتدمير إلى جانب الحصار الذي عزل غزة عن اي مظهر من مظاهر الحياة الطبيعية وبصمودهم وثباتهم  افشلوا تكرار نكبة أخرى يتوسع على أثرها الكيان المحتل الذي لطالما حلم بغزة و ضمها إلى قائمة المدن المحتلة وبعلانية اصبح يقولها بن غفير وسموتريش الداعيين إلى مجازر أكبر حتى وأن اضطر الأولى لقنبلة نووية ليفضحوا للعالم حقيقة الصهيونية التي لطالما ايدوها وعملوا معها على إنشاء دولة اسرائيل!!

وعلى الرغم ان مقابر الموتى من الشعب الغزي قد امتدت على طول وعرض مساحة غزة وصولا إلى باب جامعة الدول العربية وتلك الدماء التي سالت حتى وصلت إلى عتبة مجلس الأمن إلا ان ذلك لم يكن كافيا لتبني قرار يوقف هذه الحرب ولايزال الجميع تحت تأثير صدمة الطوفان الفلسطيني التي جعلتهم يتناسون ان لا حماية ولا دفاع عن كيان داخل أرض محتلة يتجرع اصحابها الحقيقيون كل انواع الخذلان والصمت عن معاناتهم ومآسيهم، وكلما هموا ان يستفيقوا من هذه الصدمة يأتي الفيتو الأمريكي ليعيدهم إلى سيرتهم الأولى!!

بيد ان الشعب الفلسطيني وعلى امتداد مساحة وجعه على رقعة وطنه المحتل لم يعد يراهن على احد فطول سنوات الاحتلال والحروب قد جعلته خبيرا بعدوه المتعطش لدمائه والطامع بأرضه ما جعله يزداد ثباتا ومقاومة مستندا فقط على مواقف الأحرار في هذا العالم الذين يؤمنون بعدالة قضيتهم ومعهم يعملون جاهدين على استعادة كامل فلسطين عربية لا عبرية فلا حل لدولتين بل دولة فلسطينية من البحر إلى النهر بقيامها سيعود الكيان الصهيوني تائها يتخبط مشتتا في اطراف الأرض وأزقتها كما كتب الله له ذلك ليعلم من خذلوا غزة وفلسطين انهم كانوا أمام امتحان  فشلوا فيه للانتصار للإنسانية  وبقت فلسطين شاهدة على زيف ما سطروه من قوانين وحقوق ماتت تحت عنوان أرض الميعاد التي لا وجود لها إلا في مخيلة الصهاينة والخائفين من دائرتها.

Loading