كتابات

“إعصار اليمن” أمن استراتيجي للمنطقة

زياد السالمي
سيعتبر البعض ما أقوله ضرباً من الغرابة ولو أمعن التأمل قليلاً في الجدوى والغاية لأدرك حقيقة ذلك كحقيقة نفعية محافظة لتماسك الأمة وكذلك لأنظمتها ..

فدعونا ننظر بشكل مختلف ونقرأ ذلك دياليكتيكاً سنجد أن ما تقوم به قوات الجمهورية اليمنية من ردع وضربات للمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة كرد فعل ودفاع مشروع عن السيادة الدولية والإرادة الشعبية في مواجهة العدوان من انتهاك للسيادة وحصار خانق واستهداف كل ما في اليمن من منشآت حيوية مدنية ومن أعراس ومآتم ومراكز تأهيل لأهل الإعاقة ومدارس وأطفال وطرق وجسور ومنازل واستخدام أسلحة محرمة دولياً وجرائم بحق الأسرى وجرائم بحق المرأة وكذلك استهداف السجون والاتصالات والمنشآت القضائية والقضاة ومنازلهم .

رغم كل ذلك ما يبرر الرد والردع لهذا الصلف العبثي الذي تمارسه دول العدوان فإن هنالك أيضاً سبباً آخر ومبرراً يخدم تلك الدول كوجود يتراوح بين التبعية للصهيونية والأمريكية وبين الغباء بتنفيذ المخطط الغربي في تمزيق الوطن العربي والذي سيؤدي بالنهاية إلى تمزيق دول الخليج كمخطط لا يستثني أحداً ..

فضربات قواتنا للمملكة والإمارات وتدشين إعصار اليمن ضد دول الخليج نلحظ المبرر له وبشكل مواز لما يتعلل به الأمريكي والغربي من حماية لتلك الدول أن إعصار اليمن يمنح دول العدوان ذاتها قبل غيرها الحق في الوقوف في وجه الخطر الأمريكي الغربي وتهديده لأمنها الاستراتيجي ووجودها المستقل مبينة له وهمية حمايته لها وأن قواته عاجزة عن حماية المملكة والإمارات كما يزعم من ضربات قواتنا وبالتالي انتفاء المسوغ لوجوده وسببه في المنطقة بانتفاء قدرته بالحماية لها والذي أثبت هذه الحقيقة إعصار اليمن وهنالك تستطيع تلك الدول التخلص من الاحتلال لها من قبل أمريكا وحلفائها .

وتستطيع إثبات عجز أمريكا وأن مبرر وجودها في المنطقة لا أساس له ولا وجود، وأنه ضرب من الوهم بغرض استغلال ونهب خيرات المنطقة.

ومن جهة أخرى أن تكون المملكة غير آمنة وكذلك الإمارات من ضرباتنا يمنحها فرصة التخلص من الالتزام لأمريكا وإسرائيل بضرب وتفكيك المنطقة المحيطة والمجاورة لدول الخليج العربي؛ والذي بعد تنفيذ ذلك المخطط يبدأ تمزيق المملكة لأكثر من دولة والإمارات لأكثر من دولة .. ففي ضرباتنا للمملكة والإمارات وجعلهما غير آمنتين هدف استراتيجي لهما وهو جعلهما آمنتين من الغزو الغربي والخطر الأمريكي الصهيوني البريطاني؛ وسبباً لمغادرة تلك الدول من المنطقة العربية.

أما التهديد المزعوم والمروج له من قبل الغرب عبر التضليل الإعلامي بأن إيران خطر يهدد الخليج العربي فمردود على مُصدره بأن الخطر الحقيقي هو الغرب الذي وصل الاستهجان إلى إجبارنا وتضليلنا باستخدام وسيلة هلاكنا متوهمين بأنها وسيلة للنجاة أشبه بجر شخص إلى الانتحار لا يخدم نفسه وإنما يخدم أطماع من قاده إلى ذلك.

إلى ذلك فإن إيران هي من ضمن المنطقة المستهدفة للتمزيق والتفكيك والتقسيم؛ فكيف تكون خطرا للمنطقة إذا كانت تعاني الخطر ذاته الذي تعانيه المنطقة وأن الأنسب والأجدى لها بمقابل الخطر هو التعاون مع دول المنطقة لدفع الخطر وليس استهداف تلك الدول .. إذاً نستنتج أن ضربات قواتنا وجعل الإمارات غير آمنة هو أمن استراتيجي لها وللمنطقة بأكملها ولوجودها من خطر النهاية التي يجرها إليه المستعمر الغربي الخطير؛ وهنا ندرك أن إعصار اليمن يعد على المدى البعيد أمناً استراتيجياً للمنطقة وتماسكها.

Loading