مقال الاسبوع

البحرين.. قمة الارتهان المذل..

طه العامري
رغم الدم والدمار الذي أحدثه العدوان الصهيوني، لم تأت قمة البحرين بما يرتقي لمستوى التضحيات التي قدمها الشعب العربي في فلسطين، ولم تأت بما كان يتطلع إليه الشعب العربي الذي يقف بكل أطيافه إلى جانب المقاومة في فلسطين رغم محاولات البعض بما فيهم- للأسف- قادة السلطة الذين انجروا خلف بعض الطروحات القاصرة التي تُحمل الضحية المسؤولية عن جرائم الجلاد…!

كان الأجدر بالنظام العربي أن يأتي ببيان يليق بعظمة تضحية الشعب العربي الفلسطيني وبتضحيات المقاومة التي قدمت من الإنجازات ما عجزت عن الاتيان به الجيوش العربية منفردة أو مجتمعة..

كان الأجدر بالنظام العربي الذي اجتمع في البحرين أن يسجل موقفا مشرفا يجسد من خلاله هويته القومية والإسلامية وارتباطه بالقضية المركزية الأولى للأمة وهي قضية فلسطين ..!

كان الأجدر بالنظام العربي- المجتمع في البحرين- أن يدين الدعم الأمريكي لحرب الإبادة التي يرتكبها الصهاينة في قطاع غزة.
كان من باب أضعف الإيمان أن يعلن المطبعون مع الكيان طرد سفراء الكيان من عواصمهم أو تعليق اتفاقيات السلام بينهم وبين الكيان…؟!
إن بيان قمة البحرين هو بيان المرتهنين.. بيان الذل والتبعية.. بيان الجبناء الذين تطوق رقابهم (سروج الكابوي الأمريكي) …؟!

أن اقل ما يمكن أن نصف به بيان قمة البحرين إنه بيان المتخاذلين والمتآمرين والمنبطحين، وهو بيان العار الذي سيدون في صفحات التاريخ ليحكي للأجيال العربية القادمة كم كان حكام الأمة أذلاء ومرتهنين ودائرين في فلك أمريكا والصهاينة، وان المقاومة صنعت لأمتها مجدا لم يسبق أن تمكن أحد من صناعته قبلها، ومع ذلك فرطت أنظمة الذل بهذا الإنجاز العظيم والغير مسبوق الذي صنعته المقاومة بالدم والعرق رغم التضحيات الجسيمة التي قدمها الشعب العربي في فلسطين في مواجهة اشرس عدوان وحشي وهمجي تتعرض له فلسطين وشعبها والذي استطاعت المقاومة أن تحوله إلى أزمة وجودية للكيان الصهيوني، وحتى للنفوذ الجيوسياسي الأمريكي من خلال صمودها ومن خلال جبهات الإسناد التي انطلقت من لبنان واليمن والعراق وبدعم من الجمهورية الإسلامية الإيرانية والجمهورية العربية السورية، وهو الإسناد الذي مكن المقاومة من إدارة المواجهة بحيث انعكس هذا العدوان على المعتدي وتحول الي وبال عليه وأصبح يشكل ما يمكن اعتباره أزمة وجودية فعليه تنهش في مفاصل الكيان، بدليل هذا الجدل والخلاف الذي تفجر في أوساط الطبقة المعنية بالعدوان وقيادة العدو والممتد الي علاقتهم بالراعي الأول للكيان وهي الولايات المتحدة الأمريكية.

ناهيكم أن العالم أجمع أصبح يرى الكيان المحتل بعدسة حقيقية واضحة الصورة بعيدا عن أساطير العدو وأكاذيب الماكينة الإعلامية الغربية والأمريكية تحديدا التي دأبت على تظليل الرأي العام وجره الي مسارات بعيدة عن مسارات الأحداث الحقيقية.
لقد كان الأمل أن يخجل الحكام العرب، ويقولوا كلمة حق، مجرد كلمة وان كانت عابرة- يشعروا فيها العدو وحليفته أمريكا- أن ما يقومان به غير مقبول وان فلسطين ليست مجرد قضية عابرة، بل قضية عربية مركزية، وان أمرها ومصيرها لن يقرره لا نتنياهو ولا بلينكن ولا العدو ولا البيت الأبيض وامريكا.

بل مصير فلسطين تقرره المقاومة والشعب الفلسطيني وبدعم ورعاية عربية واسلامية، وان اليوم التالي تقرره المقاومة صاحبة الحق والأرض وليس العدو الغريب القادم من كل اصقاع الأرض الذي عليه أن يعود من حيث اتي.

Loading