مقال الاسبوع

تراتيل النصر على عتبات عام سابع  

 

دينا الرميمة

انطوت أيام العام السادس من العدوان على اليمن كسابقها من الأعوام وها نحن على عتبات عام سابع من حرب لا تزال تستعر بسعير حقد منفذيها على اليمن التي قطعت على نفسها عهداً بأن تظل هي وكل من فيها من عشاق الكرامة وان تكون رمالها كالحميم المنصهر على كل من يدوسها غازياً او محتلاً، وبذات الوقت عاهدها ابناؤها بأن يتساقط بأسهم ويلاً وثبوراً على كل من تسول له نفسه العبث بحريتهم او المساس بأمن أرضهم وعمدوا عهدهم بدماء اثمرت اشجارا يانعة من الحرية والكرامة!!

سنوات ست مرت ولاتزال احداث ساعاتها الاولى متشبثة بالذاكرة وتأبى ان تغادرها،

فمن منا لم يكو بنار هذه الحرب ؟

من منا لم تفقده عزيزاً وتلفحه نيرانها المتساقطة علينا من غضب  الحاقدين على اليمن أرضاً وانساناً ؟؟

حرب تغذت على اجساد الابرياء من الاطفال والنساء منذُ لحظاتها الأولى، حرب قتلت كل شيء جميل واغتالت الحاضر ووئدت الأحلام التي داعبت بلطف خيالنا تفاؤلاً بمستقبل أفضل لطالما نسجنا احداثه لساعات طويلة سرقناها من ساعات نومنا.

كل شيء غدا على الارض اليمنية هدفاً مستباحاً لغارات العدو الذي لو ان بيده قطع الهواء علينا لفعل دون رحمة، ولما تراجع في ان يقتلنا جميعا، فنحن بالنسبة لهم شعب في عزته ذلهم مع اننا لم نكن كما يتخيلون ولم نر فيهم الا جاراً له علينا حق الجوار!!

ظنوا انهم بيومين أو ثلاثة سيسحقون الاغلبية منا وسيركعون لأسيادهم من تبقى وما زادتنا بشاعة حربهم الا صموداً واستبسالاً في الذود عن انفسنا وعن ارضنا التي تلقت من الغارات اضعاف غارات الحرب العالمية الاولى والثانية، وباتت سجناً مفتوحاً يقتل من فيه قصفاً وحصاراً وجوعاً وأوبئة!!

تشبثوا بوحشيتهم كلما تشبثنا نحن بالحياة وتسابقوا على قتلنا كلما تسابقنا نحن في الدفاع عن أنفسنا!

وكلما زادوا وحشية عدوانهم وطال امده كلما ازداد اليمنيون بأساً جعلهم يتفوقون على تكنولوجيا امريكا الخبيثة!!

تفننوا في الصناعات العسكرية ما بين طائرات مسيرة وصواريخ بالستية ومنظومات دفاعية مصنوعة بأيد وخبرات يمنية بحته استطاعت ان تصل الى عمق دولهم فتصيب اهدافها بدقة عالية دون ضحايا من المدنيين وهذا هو الفرق بين هجومنا وهجومهم الذي لم يفرق بين رتل عسكري وسيارة مسافرين!!

بين مدرسة وجامعة وبين معسكر وجبهة مقاتلين!!

عدوانهم منحنا قوة وصموداً نحت له من النصر آيات عانقت السماء، واسمعت العالم صوت اليمن الذي غابت عنه إنسايته وتساقط من أعينها كل القوانين البراقة والمزعومة للإنسانية وتهاوى كل دعاة السلام المزيفون، حين أغراهم لمعان الريال السعودي فداسوا عل كل آيات السلام منضمين لصف الطغاة، فكانت اليمن وحيدة وفي وضع مأساوي عايشه شعبه والى اليوم!! فتساقطت كل خطط العدوان وكل مؤامراتهم وبقت اليمن شامخة بأبنائها وجبالها بسهلها ورملها وبحورها حتى وإن طال أمد الحرب وزاد خبثها ازددنا عزة وعنفواناً وطورنا من قوة ردعنا أكثر وما ذاك الذي وصلهم إلا جزء من بأسنا وليس كله، وسنستمر فيها عاماً بعد عام لنفاجئ العدو بما لم يكن في حسبانه كما حذرهم قائد الثورة في خطابه الاول في اول يوم من العام السادس!!

الامر الذي لم تأخذه دول العدوان على محمل الجد ورفضت ان تمد يدها للسلام الذي ينشده اليمن واهله وستظل ايديهم على الزناد حتى تتحرر كل اليمن!!

وذات يوم ستنتهي الحرب ولن تنتهي اليمن ولا شعبه وسندرك ذات يوم أن هذه الحرب لم تكن إلا كزائر ثقيل حط رحالة البائسة بيننا فترة من الزمن ويرحل ويبقى اليمن جميلاً قوياً شامخاً وتظل كرامته تاجاً على رؤوس أبنائه الأحرار..

 

 

 

 

 

Loading