مقال الاسبوع

السيد حسين.. لطف الله الخفي

القاضي/ أحمد يحيى الكحلاني*

قبل احتلال العراق، عملت أمريكا على التغلغل بين أطياف الشعب العراقي؛ تبث السموم فيه فكرياً ودينياً واجتماعياً، ثم تسللت إلى مفاصل الدولة، ودمرت مقوماتها السياسية والاقتصادية، حتى أصبح العراق مع هذه الحالة كحالة المريض بالسرطان في آخر مراحله، يسقط من أبسط ضربة تقع عليه، وهذا ما حدث فعلاً حيث سقط العراق بعد أن طغى عليه السرطان، ولا زال يعاني حتى الآن.

بعد الانتصار الذي حققته أمريكا في العراق توجهت نحو اليمن وأمرت أذنابها بتدمير اليمن فكرياً ودينياً واجتماعياً واقتصادياً، فبدأت الجرثومة السرطانية تسري في جسد اليمن تتغذى على الطائفية والمذهبية والحزبية، وسيطرت على قرار اليمن واستحكمت على سيادته، وأيقنت أنها قاب قوسين أو أدنى لإسقاطه، ولكن الله الغالب على أمره كان وحده هو الذي أمد اليمن بأسباب القوة والمناعة، فظهر الشهيد القائد السيد حسين بن بدر الدين الحوثي بفكره القرآني وفي جعبته جرعات فكرية صدت الداء بالدواء، ومحقت أباطيل الاستكبار وعلله، فلما أحست قوى الشر بقوة هذا الدواء سارعت إلى محاربة الشهيد والقضاء على جرعاته الفكرية حتى سقط شهيداً على محراب الحرية، وتنفست قوى الشر الصعداء، واحتفلت بانتصارها.

ولكن هيهات فقد كانت هذه الجرعات الفكرية للشهيد القائد آية من آيات الله انتشرت بفضله بين أهل اليمن وأعادت لهم العافية والقوة، حينها جُنَّ جنون قوى الشر على اليمن وصبَّت جام غضبها في (عاصفة الحزم) تحالفت فيها أمريكا مع عشرين دولة من أذنابها لتهلك الحرث والنسل في اليمن، واتحدت كلمة العالم أجمع على قتل اليمن، ولكنهم عجزوا، ولم تستطع قوى الشر إسقاط اليمن، بل نهض اليمانيون نهضة العافية مسترشدين بنهج الشهيد القائد فهزموا تلك القوى وأردوها حسيرةً ذليلةً تعض أصابع الندم.

ولم تنتهِ الحكاية هنا بل امتد مفعول تلك الجرعات الدوائية وظهرت قوة مفعولها عندما اعتدت إسرائيل وأمريكا على (غزة هاشم) وأرادوا بحربهم نكبة أخرى للعرب، فكان اليمن المتعافي لهم بالمرصاد، قوياً في قراره، حاسماً في فعله، ينكل بعدو الله في البحر والجو، يضرب الأرض التي احتلوها، ويغرق سفنهم في بحر باب المندب، غضباً لطفلٍ يُقتلُ في غزة وأخ يُهتكُ عرضه ويُسفكُ دمه، فكان لهذه الحمية الحسينية أثرها ومفعولها على كل الأحرار، توحدت معها كلمة العالم مرة أخرى ليس لقتل اليمن وإنما تهتف بعزة أهل اليمن، وتتساءل عن سر قوة أهل اليمن، ولطف الله الخفي بهم.

إن الشهيد القائد وفكره القرآني مثلا المصداق لقوله تعالى: ﴿وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا﴾ الإسراء:(82).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*وكيل وزارة العدل لقطاع الشئون المالية والإدارية

Loading