كتابات

طوفان المقاومة وسفينتها والكولونيالية وأدواتها

زياد السالمي

بكل ما يمكن أن نسميه وبجميع المبررات التي نحاولها أمام الحال العربي والإنساني والرسمي والانفعالي العفوي.. يقف الإنسان في تقييم الوضع والوجود الحر المستقل السيادي ليتضح له كم من الوهم الذي سيق وتسابق المعني على القنوع به وهو ترويج الهزيمة وتغليف حقيقة تبعية المجتمعات والدول للمستعمر الغربي وانعدام القرار في المصير المزعوم عنه كمبدأ كوني

كيف نعرف إذا أن هنالك دولاً ذات سيادة وتحديدا في الوطن العربي كيف نعرف أن قيم الانتماء وخصائصه فعلا يعمل بها كيف نستطيع أن نعرف أننا فاعلون في معترك الوجود الحياتي كأثنية أو دينية أو جغرافية أو عرقية.

كيف نعرف أن هناك معنى جامعا يوجب علينا الخضوع له والدفاع عنه والعمل في إطاره وفي تقويته وبنائه؟

هذه أسئلة لحقيقة واحدة غائبة عن الأذهان ويعمل الآنيون على إخفائها وإلهاء الناس بأمور لا تمنح للمرء احترام ذاته والاعتزاز بوجوده الحضاري.

هذه عبارة عن تداخلات وعوالق تراكمات عدة جعلتنا في حالة غيبوبة عنا وعن واقعنا وعن مصيرنا وعن إرادتنا شغلتنا تماما عن معرفة السر والسبب المؤدي لهذه السلبية الوجودية في حياة قوامها البذل والعطاء والجهد والمنافسة على الرقي والحضور القوي.

لم نكن أغبياء كما يعرفون ولكنا حمقى لنقف على موروث من البله والتداعي والعدمية موروث شاخص بتمجيد الهزلية والتراجع ورفض الجدية والجدوى,

من نحن إذن؟

نحن ارتداد عكسي لأنظمة رخوة رخيصة اكتفت بإشباع أرصدتها وانتفاخ أجسادها ووضع كل العراقيل في وجه التطلع والطموح واعتبرت ذلك مكسب وجودي قد أهلها من احتكار النفوذ والقرار لتسقط في أول تجربة مغايرة وتتخبط بعنفوان الذل أمام ما تساق إلى مسلخها الأخير وهي تنكر ذلك وتحاول التمويه على نفسها وعلى مثيلها في المصير.

هذه هي حقيقة أن الشعوب لم تزل تحت مطال الاستعمار ولكن بشكل مزر جدا جدا حينما تصبح الأنظمة والسلطة جنوداً وحماة للمستعمر كعصر ما بعد الكولونيالية وأصبحنا نمدح هذا الخذلان المقصود والمعد من قبل المستعمر (التطبيع والانقياد بدون مقاومة وهي أقل ما يلزم فعله للقاتل والذي لم يزل في قتله وهدمه وكل فعله هو تركنا على خانة العدمية).

قلت: مرت سنوات من المحاولة للكثير من الطامحين على الخروج من عنق الهزيمة والتبعية والدونية بذل بعضهم روحه مقابل ذلك ومع ذلك لم نترك بل كانت إمكانية العدو أكبر وأدواته أفتك تعاضدت مع عدة من العوامل منها أنانية البعض وآنيته وخوفه غير السليم من سلامة الرأي وأهله كلما بزغ في الواقع وجود حي يسعى على مواجهة ومقاومة وضعه الجمعي إما بالكلمة أو بالموقف.

يأتي طوفان الأقصى ليعيد بعض الاعتبار ويوقظ الانتباه لما نحن آيلون إليه لنستعيد بعض حماسنا وندرك أن ركب سفينة المقاومة هي الحل لهذا لا تستبعدوا أن يكون ذلك الدمار والإبادة ويقابله الصمت والتهجين والتبرير.

كما يجعلنا أيضا أمام دور محور المقاومة في الوقوف في صف الطوفان وما يقابله من حرب من قبل من يردد سآوي إلى التطبيع ليعصمني بعض الوقت حتى يأتي الدور ..

بالنسبة للشعوب العربية والإسلامية والعالمية فهي بدأت تفيق وخصوصا بعد قيام اليمن كدولة ونظام سيادي بالوقوف بكل قوة واقتدار ضد المحتل وعدوان على أبناء الطوفان . وكشفت القناع وعرت زيف السيادة والحرية والتحرر وتقرير المصير ليعلم الجميع كم كنا مستلبين بلهاء أمام أنظمة وحكومات ودول لا تعدو عن أن تكون بيدقاً بيد للمستعمر الغربي لا أكثر يحركها في وجه شعوبها وأبناء جلدتها متى شاء شكرا للطوفان كما نشكر للمقاومة ذلك والموقف الفعلي الصريح لدولة اليمن الوحيد مع فلسطين.

Loading