كتابات

كلمة معالي الوزير

القاضي/ نبيل ناصر العزاني*

ونحن ندشن العام التاسع من الصمود الوطني وتحديداً صمود السلطة القضائية في وجه العدوان، حري بنا أن نلفت إلى أن اليمن بمختلف جماهيره ومؤسساته الرسمية والشعبية والأهلية التي كان لها دور عظيم في هذا الصمود تجاه أبشع عدوان إجرامي غاشم عرفته البشرية على مر التاريخ كان وسيظل حراً أبياً ولن يقبل بأي شكل من أشكال الوصاية عليه، أو السيطرة على ثرواته ومقدراته من أي كان.

وإننا إذ نحتفل اليوم بالذكرى الثامنة للصمود الوطني في وجه العدوان الإجرامي الدولي، فإننا بذلك نجسد واقعاً يؤكد أن اليمن على مر الأزمان مؤمنة بحريتها وعزتها واستقلالية قرارها السيادي وأنها دولة ذات مكانة وسيادة على مستوى المجتمع البشري ولم ولن تقبل بأي غزو أو احتلال أجنبي.

كما نؤكد أن بلادنا مهما تعرضت لمساعي استلاب قرارها السيادي من الخارج خلال الحقب التاريخية الماضية، فإنها بذلك لم ولن تقبل هذا الاستلاب كقرار مصيري، وإنما كان ذلك تحت ظروف راجعة إما لسطوات غزو احتلالية أو لارتماء بعض سلطاتها المتعاقبة بين أحضان الخارجي وفي كليهما ظلت وستظل جماهير شعبنا رافضة ومقاومة لها حتى تحقق سيادتها واستقلاليتها في كل أراضيها وهو ما جسده شعبنا في مواجهته للأحباش أو العثمانيين أو البريطانيين أو غيرهم كما هو مسطر في صفحات التاريخ، وهو ما جسدته أيضاً ثورة 21 سبتمبر التي تمثل امتداداً لثورتي 26 سبتمبر و14 أكتوبر المجيدتين، وهي الثورة التي تسببت في استنفار  تحالف العدوان السعوامريكي الصهيواماراتي الدولي وقيامه باستهداف هذا الوطن بجرائم عدوانية بشعة طالت البشر والشجر والحجر وانتهكت جميع التشريعات السماوية والقوانين والأعراف الدولية.

وبرغم كل ذلك ها نحن بعد ثماني سنوات من العدوان الوحشي الإجرامي نكشف للعالم المفاجأة الأكبر والأعظم من توقعاتهم، فبدلاً من الخضوع والخنوع ومحاولة التركيع لشعبنا وأمتنا استطعنا بصمودنا وثباتنا في مختلف الجبهات والميادين أن نكسر العدوان ونفشل رهاناته وندمر صناعاته العسكرية ومعها دمرنا طموحات المعتدين والغزة المحتلين وأحلامهم التآمرية.

وبالتوازي مع النجاحات والإبداعات العسكرية والأمنية ومخرجات التصنيع العسكري التي شهدتها السنوات الثمان من العدوان الإجرامي، كانت السلطة القضائية من جهتها تكسر هجمات العدوان وتفشل مخططاته التآمرية التي هدفت إلى تعطيل السلطة القضائية عن القيام بواجبها الديني والوطني، فكانت إنجازاتها مشهودة ومثلت مسماراً إضافياً في نعش العدوان الإجرامي الغاشم، برغم كل ممارساته التدميرية للمؤسسة القضائية واستهداف بناها وكوادرها البشرية.

فخلال هذه السنوات الثمان استطاعت المحاكم الابتدائية والاستئنافية أن تنجز أكثر من 573 ألف قضية بنسبة إنجاز بلغت 91.5%، بالإضافة إلى إنجاز المحكمة العليا لأكثر من 14 ألف طعن والتماس خلال سنوات العدوان الثمان.

كما استطاعت وزارة العدل والنيابة العامة ومختلف أجهزة السلطة القضائية أن تحقق قفزة نوعية في المجال الفني والتقني من خلال الربط الشبكي لمختلف محاكم الجمهورية و156 نيابة، إضافة لإنجاز عدد من الأنظمة الالكترونية التي تسهم بشكل رئيس في تحقيق العدالة الناجزة وتمكين المواطن من الحصول على كثير من الخدمات بطريقة سهلة وميسرة، والكثير من الإنجازات القضائية التي ستجدونها في صفحات هذا العدد، برغم ما تعانيه أجهزة السلطة القضائية من شحة في الإمكانيات وعجز مشهود في الكادر القضائي مقارنة بتزايد أعداد القضايا الواردة إلى المحاكم والنيابات.

وفي الختام نؤكد للجميع إن شعبنا يبعث للعالم أجمع برسالة السلام إن هم أرادوا السلام وفي المقابل يؤكد شعبنا أنه أصبح أكثر صلابة وثباتاً وأن صموده سيدوم ليس للعام التاسع وإنما حتى يحقق أهدافه وطموحاته في الحرية والاستقلال واستعادة جميع أراضيه التي سعى العدوان لاحتلالها وسيظل وطننا حراً أبياً قوياً كريماً عزيزاً وأن الإرادة اليمنية ماضية في هذا الطريق دون انكسار حتى قيام الساعة وأن أي مطامع استعمارية لن يكون لها وجود على أرضنا مهما كانت قدراته وإمكاناته.

Loading