أخباردراسات وبحوث

مرحلة خروج الطلقة من السلاح وحتى أصابه المجني عليه*

عميد/ عادل مخلوف**

مرحلة خروج الطلقة من السلاح وحتى أصابه المجني عليه لم يشاهدها الطبيب الشرعي أو ضابط مسرح الجريم ولا يمكن التكهن بها ما هو الدليل الذي يستند إليه ففي تحديد أصابه المجني عليه أصابه مباشره ام غير مباشرة؟

الدليل الذي يستند إليه الطبيب الشرعي في تحديد أصابه المجني عليه أصابه مباشره أم غير مباشره من خلال الإصابات من لحظة خروج الطلقة من السلاح الناري حتى حدوث الإصابة بداية، فإن مهمة الطبيب الشرعي أثناء معاينته الطبية للإصابات الناتجة عن الاعيرة والمقذوفات النارية تتجه الى تحديد الأمور التالية في كتابة التقرير عنها:

–  تحديد مواصفات الإصابة وبيان نوعها وعددها وشكل وابعاد وموقع كل منها، وما علق بها من الأداة أو السلاح المستعمل.

–  ثم تحديد اتجاه الإصابة في الجسم واتجاه القوة المستعملة ومداها وعمر الإصابة مع مقارنته بتاريخ ووقت الحادث أو الاعتداء..

–  وذكر المضاعفات المتوقعة للإصابة والمدة اللازمة للشفاء ومدى تأثير الإصابةعلى الحالة الصحية للمصاب وماذا كانت تخلف عاهة وفي حالات الوفاة هل وقعت الإصابة قبل الوفاة أو بعدها.

ولا بد لنا ان نتناول نتائج إطلاق الأعيرة النارية من الأسلحة حتى نتعرف على تلك الإصابات عند المقذوف (الرصاصة) وهو يحدث جرح المدخل وقد يحدث جرحا آخر إذا خرج من الجسم جرح المخرج.

الغازات وأبخرة المعادن: ناشئة من الظرف والمقذوف الناري، وهي التي تدفع المقذوف وتكون بدرجة حرارة عالية وتحتوي على غازات الاحتراق، مثل أوكسيد الكاربون CO وثاني أوكسيد الكاربون.

 الجرح الناتج عن المقذوف أو الرصاصة:

يتصف جرح المدخل دائما بوجود فقد أو ضياع في الجلد:

بسبب السرعة الهائلة للمقذوف الناري فيدفع أنسجة الجسم أمامه يتناسب قطرة أو مساحته مع قطر المقذوف الناري واتجاه دخوله.

وهذا القطر أو المساحة يقل عن قطر المقذوف أو مساحته بسبب تمدد الجلد أولا ثم برجوعه الى وضعه الطبيعي.

ويختلف شكل وحجم الجرح الناري باختلاف المسافة بين فوهة السبطانة والجسم.

كما ان وجود علامات الاطلاق بتماس أو الاطلاق القريب في الجرح وما حوله يؤكد أيضا كونه مدخلا لمقذوف ناري.

وفي بعض الأحيان نجد حافة الجرح أو الثقب في الملابس ملوثة بما يسمى بالمسحة الرصاصية، وهي عبارة عن جزيئات المواد التي تلوث المقذوف من ماسورة السلاح.

وان أيا من هذه العلامات لا نجدها في جرح المخرج والذي يتصف بأنه على شكل تمزق في الجلد دون فقد منه.

اللهب الناتج عن اشتعال ملح البارود: 

والذي تبلغ درجة حرارته حوالي 1400 درجة فهرنهايت وهو يحدث حرقا في الجرح أو حوله.

الدخان (السناج) الناتج عن اللهب:

وهو يحدث اسودادا في الجرح وحوله.

جزيئات محترقة أو غير مكتملة الاحتراق من ملح البارود تخرج من فوهة السلاح بفعل الانفجار الذي يحدثه اشتعالها، وتلتصق بالجلد والانسجة في الجرح وما حوله الوشم أو النمش البارودي.

الغازات:

عند الاطلاق بتماس فإن جميع الغازات المتحررة عن اشتعال ملح البارود تدخل في جرح المدخل.

وفي حالة الجلد الملتصق بشدة في العظام تحته فإن حجم الغازات المتزايد يؤدي الى انفجار يتسبب بتشقق حافة المدخل بحيث يظهر شكل الجرح في صورته النهائية نجميا.

ونظرا لارتفاع الجلد بفعل حجم الغازات المتزايد فانه يضغط ويرتطم بفوهة ماسورة السلاح مؤديا الى كدم حلقي يمثل قطر فوهة ماسورة السلاح.

اما إذا كانت الانسجة رخوة فانه لا يتوقع حدوث مثل هذا التشقق أو التقدم في حافة الجرح.

ونظرا لاحتواء هذه الغازات على أول اكسيد الكربون فانه يتحد بهيموجلوبين الدم والعضلات مؤديا الى تلونها باللون الوردي. فاذا تجاوز الاطلاق التماس قليلا فإن الغازات بحرارتها العالية تلفح الجلد مؤدية الى حرق احمر سطحي ثم يتلاشى أثرها مع زيادة بعد فوهة السلاح عن الجسم.

 

علامات الإطلاق الملامس المحكم Hard Contact:

عندما تكون فوهة السبطانة ملاصقة للجسم، مع ممارسة ضغط على الجلد إثناء الإطلاق، نجد ان جميع نواتج الإطلاق (المقذوف أبخرة، معادن نواتج احتراق البارود، غازات الاختراق، أثر اللهب، الدخان، حبيبات البارود المحترقة) تدخل الجسم عبر فتحة الدخول ويختلف شكل فتحة الدخول حسب مكان الإصابة، وكما يلي:

أ- الإطلاق الملامس في الرقبة والأطراق والبطن والصدر في الأسلحة النارية المحلزنة يتميز بـ:

– فتحة دخول دائرية الشكل، حيث تستوعب الأنسجة كمية الغاز، فيحدث تهتك بالأنسجة  المجاورة  لمسار الجرح.

– الاسوداد بسبب الدخان، والحرق بسبب اللهب لحواف فتحة الدخول فقط.

– عدم وجود نمش بارودي حول فتحة الدخول، حيث ان جزيئات البارود المحترقة وغير المحترقة تترسب داخل مسار الجرح.

– الطبعة أو الانطباع المميز (تسحج على هيئة حلقة مزدوجة) لفوهة السبطانة على الجلد حول فتحة الدخول- بسبب ضغط الفوهة وارتطامها بشدة بالجلد أثناء الإطلاق نتيجة انبعاج الأنسجة بعد دخول الغاز (فتحة خروج حوافها غير منتظمة للخارج).

ب- الإطلاق الملامس في الرأس:

– إذا كان الإطلاق الملامس المحكم على جلد الوجه، أو فروة الرأس، المشدود على عظام الجمجمة: تكون فتحة الدخول نجمية الشكل، وحوافها مقلوبة للخارج بفعل ضغط الغازات التي تنحصر بين الجلد والعظام، فتؤدي الى تمزق الجلد عند فتحة الدخول، محدثة الش

كل النجمي، بالاضافة الى الاسوداد، والحرق، لحواف الجرح.

 

 

هذا النوع من الإصابات:

جروح الإطلاق الملامس للرأس ومقدم الصدر وداخل الفم، هو الأكثر شيوعاً في حالات الانتحار. في حالة وجود ملابس بين الفوهة والجلد أو في الإطلاق الملامس غير المحكم Loose Contact، حيث السبطانة ملامسة للجسم، مع عدم ممارسة ضغط على الجلد، تحدث فجوة بين الجلد والفوهة أثناء الإطلاق الناري، ومن ثم نجد الاسوداد والحرق لا يقتصران فقط على الحواف، وإنما يتسعان ليشملا الجلد حول فتحة الدخول.

 

علامات الإطلاق الملامس:

– فتحة دخول واحدة دائرية، قطرها يساوي عيار البندقية، ممزقة الحواف- بسبب التأثير الانفجاري(الثوران) للغازات.

– تشاهد الحشوات داخل الجروح.   

– أثر التسحج بفوهة السبطانة.

– الاسوداد والحروق لحواف فتحة الدخول، تكون بصورة خفيفة- في الإطلاق المحكم التماس وبصورة واضحة – في الإطلاق غير المحكم، أو في حالة وجود ملابس.

– في حالة الأطلاق الملامس للرأس بالأسلحة النارية الملساء تكون الإصابة مدمرة، وفتحة الدخول نجمية الشكل، وتخرج بعض أنسجة المخ بسبب التأثير الانفجاري للغازاتـ الجروح عبر طرف ملامس.

في هذه الحال تكون فوهة السلاح ملاصقة للجسم لحظة إطلاق النار كما يحدث في حال الانتحار، ويمكن أن يحدث الجرح أو “الإصابة” عبر طرف ملامس بوضعية، الطرف الملامس الساند (BOUT TOUCHANT APPUYE) وغير الساند (NON APPUYE) أو مائل (OBLIQUE) وغير كامل (وهي نوع من المائل). الجراح التي تحدث عبر الرمي لطرف ملامس تكون فوهة السلاح في مكان ضيّق ملاصق للجلد، وتنغرز معه بطريقة تحيط بالفوهة والحواف (BORDS) مباشرة لدخول الجرح على شكل الرّق (PARCHEMINEES) (وهي من المفردات المهمة في الطب الشرعي على الجثث وليس على الأحياء..) عبر احتراق الغاز، ومسودة “بالشحّار” أيضاً (وهي المادة السوداء التي تتجمع وتتلبد على جدران المداخن.. مثلاً..) وهذا “الشحّار” مرصّع داخل جلد الرّق ولا يمكن إزالته بالكامل عبر الغسل أو عبر تنظيفه بالفرشاة.

أما الجروح المسبّبة بطرف ملامس غير مساند، فتكون فيها فوهة السلاح غير ملامسة تماماً الجلد، بل يوجد فاصل قليل جداً.

والغازات تسبق الرصاصة كما الرصاصة نفسها تدفع الجلد، وتخلف مسافة مؤقتة بين الجلد وفوهة السلاح حيث تفلت الغازات عبرها، و”الشحّار” المحمول عبر الغازات يتموضع على شكل حلقة حول فتحة الجلد وفي هذه الحال يمكن إزالة “الشحّار” بسهولة عن طريق مسحه.

وفي حال أن الجروح المسبّبة بطرف ملامس مائل تكون فوهة السلاح مستندة مقابل الجلد بحسب زأوية حادة، بحيث يكون محيط الفوهة غير ملامس الجلد بالكامل، علماً أنه في كل حالات الجروح للطرف الملامس بخد “الشحّار”، وبودرة الجزيئيات لانصهار المعادن الصادرة من الرصاصة، لإشعال الفشكة (طرف الخرطوشة) وأيضاً لآثار أحادي أوكسيد الكربون (CO) متموضع على مسير الجرح.

 

علامات الإطلاق شديد القرب Near Contact بالأسلحة المحلزنة:

في حالة إطلاق غير ملامس، ولمسافة 5:3 سم تقريباً من الهدف، نجد ان الإصابة تشبه الإطلاق الملامس، باستثناء ما يلي:

– اتساع حلقة الاسوداد والحرق للجلد حول فتحة الدخول، مع علامات احتراق على الشعر.

– غياب أثر التسحج بفوهة السلاح.

– وجود نمش بارودي كثيف، وهو عبارة عن تسحج نقطي بالجلد نتيجة اختراق جزيئات البارود المحترقة واستقرارها بالجلد. ويمكن رؤية النمش مجهرياً.

هذا النوع من الإصابات في الأسلحة النارية المحلزنة تكثر رؤيته في الحلات العرضية من قبل الشخص نفسه، حيث يكون السلاح قريباً من الضحية، ثم ينطلق خطأ.

 

علامات الإطلاق شديد القرب بالأسلحة الملساء:

الإطلاق شديد القرب بأسلحة نارية ملساء هو إطلاق غير ملامس وحتى 15 سم.

علاماته: تشبه الإطلاق الملامس إلا أن الاسوداد والحروق للجلد تكون أكثر اتساعا، مع وجود نمش بارودي كثيف وضيق حول فتحة الدخول.

علامات الإطلاق القريب Near:

في حالة الإطلاق بأسلحة نارية محلزنة من بُعدٍ أكثر من 5 سم، وحتى مسافة 120:60 سم، وحسب نوع السلاح، ونوع البارود، نجد ما يلي:

– فتحة دخول دائرية الشكل، حوافها منتظمة، ومقلوبة للداخل.

– نمش بارودي أكثر اتساعا، وأقل كثافة بالجلد حول فتحة الدخول، وأقصى مدى يمكن ان يصل إليه هو 120:60 سم.

– يختفي أثر الاسوداد والحرق للجلد حول فتحة الدخول، إذا ما تعدى مدى الإطلاق 30:15 سم (12:6 بوصة) أو ضعف طول الماسورة بالنسبة للمسدسات.

– فتحة خروج عير منتظمة، حوافها للخارج.

 

علامات الإطلاق البعيد Distant:

في حالة الأطلاق بأسلحة نارية محلزنة من بعد أكثر من 120:60 سم، وحسب نوع السلاح، ونوع البارود، نجد ما يلي:

– فتحة دخول دائرية الشكل، حوافها منتظمة ومقلوبة للداخل، ومحاطة بالتسحج الدائري والطوق المسحي.

– تنعدم جميع اَثار نواتج احتراق البارود حول فتحة الدخول. 

– قد يستقر المقذوف بالجسم، أو نجد فتحة خروج غير منتظمة، حوافها للخارج.

 

أين يكثر؟

في هذا النوع من الإصابات تُستبعدُ حالات الانتحار والحالات العرضية من الشخص ذاته.

أكثر الاحتمالات: حادث عرضي من شخص اَخر، أو قتل جنائي.

 

اللهب:

ان اللهب الناتج عن اشتعال ملح البارود يخرج من فوهة ماسورة السلاح والى مدى قريب منها، ويؤدي في حالات التماس والاطلاق القريب من التماس الى حرق في الجرح وحافته، ويتلاشى إثر اللهب نهائيا بازدياد بعد فوهة ماسورة السلاح عن جرح المدخل.

 

الدخان:

وينتج هذا الأثر عن اللهب المذكور أعلاه ويؤدي الى اسوداد الجرح في حال الاطلاق بتماس والاطلاق القريب من التماس فقط.

 

البارود:

ان علامات جزيئات ملح البارود تسمى بالوشم والنمش البارودي، بسبب احتراق جزيئات البارود غير المحترق، واستقرارها بالجلد.، وقد سميت بذلك لعدم إمكانية ازالتها من الجلد الا باستئصال الجلد جراحيا، وان الوشم أو النمش البارودي هو آخر علامات قرب إطلاق النار ظهورا ويمكن اكتشافه مخبريا عن طريق التحري عن مكونات البارود كيماويا وعن طريق فحص الجلد تحت المجهر حيث نشاهد جزيئات الكربون وملح البارود.

– وجود اَثار احتراق البارود على ملابس وجسم المجني عليه حول فتحة الدخول في الإطلاق القريب

 

تحديد اتجاه الاطلاق:

يتم أولا تحديد اتجاه دخول المقذوف الناري في الجسم في الوضع القائم العادي وذلك من خلال السحجات في حواف جرح المدخل ومن ثم يتم تصور اتجاه إطلاق النار ووضع الجاني من المجني عليه.

ويجب ان لا يعتد دائما بمسار المقذوف الناري في الجسم أو بالمسار بين جرح المدخل والمخرج لان اتجاه المقذوف الناري داخل الجسم يتغير حسب طبيعة الانسجة التي يصادفها في طريقه.

 

إصابة العظام بالمقذوفات النارية:

يفترض دائما ان العظام تتكون من طبقتين أو صفيحتين احداهما خارجية والثانية داخلية وبسبب انتشار ضغط المقذوف الناري عند ارتطامه ودخوله في الصفيحة الخارجية للناحية اليمنى من الجمجمة مثلا، فإن الفتحة أو الكسر في الصفيحة الداخلية يكون أوسع من الفتحة أو الكسر في الصفيحة الخارجية.

وهذا ما يطلق عليه بالشطف الداخلي وهو ما يحدث دائما في جرح المدخل وعند خروج المقذوف الناري من الناحية الجدارية اليسرى للجمجمة فإن الصورة تكون معكوسة (الشطف الخارجي) وهو ما يحدث في منطقة جرح المخرج.

وجود شطف/كشط، قمعي الشكل، بالعظام المفلطحة، كالجمجمة، والحوض، في حالة اختراق المقذوف لهذه العظام.

 

علامات الإطلاق شديد القرب بأسلحة نارية ملساء:

الإطلاق شديد القرب بأسلحة نارية ملساء هو إطلاق غير ملامس وحتى 15 سم.

علاماته: تشبه الإطلاق الملامس إلا أن الاسوداد والحروق للجلد تكون أكثر اتساعا، مع وجود نمش بارودي كثيف وضيق حول فتحة الدخول.

 

علامات الإطلاق القريب

الإطلاق القريب بالأسلحة النارية الملساء هو إطلاق أكثر من 15 سم وحتى مسافة 2 متر تقريباً.

علاماته:

فتحة دخول واحدة.

– الحشوات داخل الجروح.

– يستمر الاسوداد حتى مسافة 40:20 سم تقريباً.

– نمش بارودي أكثر اتساعا وأقل كثافة.

 

علامات الأطلاق البعيد:

– إذا تجاوز الإطلاق بأسلحة نارية ملساء أكثر من مترين لا نجد غالباً نمشاً بارودياً.

 

– يبدأ بعض الرش دخول الجسم من فتحات مستقلة تحيط بفتحة دخول مركزية بداخلها الحشوات.

– إذا بلغت مسافة الأطلاق 4 أمتار لا يبقى أثر للجرح المركزي، ويدخل جميع الرش الجسم منفرداً، وتصطدم الحشوات بالجلد، محدثة سحجاً دائرياً، وتسقط على الأرض.

– بازدياد مسافة الأطلاق يزداد قطر انتشار الرش. ويمكن القول: أن قطر دائرة انتشار الرش، مُقدراً بالبوصة، يُعادل تقريبياً مسافة الإطلاق ُقدراً بالياردة. مع الأخذ بعين الاعتبار نوع البندقية.

الياردة Yard: هي وحدة قياس الطول، وتساوي 3 أقدام أو 36 انتشا أو 91.44 سم

للتأكد من مسافة الإطلاق يجب إجراء تجربة الإطلاق بالسلاح المستعمل في الحادث وبنقس الطلقات النارية التي استعملت، ومقارنة النتائج بالآثار الموجودة بالمجني عليه.

 

التفريق بين فتحة الدخول وفتحة الخروج للإصابات النارية:

التفريق بين فتحة الدخول وفتحة الخروج للإصابات النارية ينطوي على أهمية كبيرة، حيث يساعد على تعيين اتجاه المرمى، ومعرفة نوع الحادث.

فإذا وجدنا جرحين ناريين بجثة، أحدهما بمقدمة، والآخر في الخلف، وتبين ان الجرح الخلفي هو فتحة الدخول. فهذا يعني ان الإصابة جنائية.

وفي كثير من الأحيان يسهل تحديد فتحة الدخول وفتحة الخروج، ونادراً ما يصعب التعرف عليهما.

في بعض الإصابات النارية قد تتشابه فتحة الدخول مع فتحة الخروج، كما في الحالات التالية:

1- الأطلاق الملامس، حيث فوهة السلاح تضغط على الجلد، أو حالات الإطلاق القريب من بعد أقل من 5 سم، نجد ان فتحة الدخول كبيرة، وحوافها غير منتظمة، وللخارج، مثل فتحة الخروج.

2- إذا كانت الإصابة بمنطقة شحمية، مثل الثدي حيث تبرز منها أجزاء دهنية، فتكون فتحة الدخول ذات حواف للخارج.

3- في حالة التعفن الرمي، تكون حواف فتحة الدخول للخارج بفعل غازات التعفن.

4-الإطلاق، والجسم ملامس لجسم صلب، عند منطقة خروج المقذوف (بلاط، خشب أحزمة جلدية) يجعل فتحة الخروج دائرية الشكل، مع ظهور نسيج هلالي أو دائري نتيجة انحشار المقذوف عند خروجه بين الجلد والسطح الصلب، فتشبه فتحة الدخول الى حد كبير.

ونستطيع بعد هذا البحث ان نجمل الأسس الفنية التي يعتمد عليها ضابط مسرح الجريمة ففي توصيف الإصابة ومعاينة موضع الإصابة وأنها نتيجة طلق ناري وتحديد المسافة التي تم إطلاق العيار الناري منها أو الاعيرة النارية ومكان دخول وخروج الرصاص وتوثيق وتحريز الرصاص ومخلفات الاطلاق بكاملها من الفوار واثار بارود سواء بالجسم أو الملابس وتحريز كامل الموجودات من مسرح الجريمة للفحص المعملي وتحدب العيار ونوع السلاح والفحص المجهري لتحديد بصمة السلام ونوعه وتحليل نوع الرصاص والبارود العالق بجسم المجني عليه.

 

ــــــــــــــــــــــــــ

* نشر في العدد (175) من صحيفة القضائية الصادر بتاريخ 22 يونيو 2020م نقلا عن صفحة المنتدى المصري لأبحاث وعلوم الأدلة الجنائية والطب الشرعي صفحة علمية شخصية في الفيسبوك.

** العميد عادل مخلوف أشهر خبير جنائي عربي.

Loading