كتابات

معنى الوجيدة

القاضي مازن امين الشيباني

الوجيدة وجمعها وجائد مصطلح حديث دخل قاموس الاصطلاح القضائي بالعديد من احكام المحكمة العليا رغم انه ليس له اي أصل لغوي ولا قانوني.

وهذا المصطلح يستخدم للتعبير عن عدم وجود اي حجية للمحرر المقدم من أحد الخصوم وانه لا يصلح للاستناد اليه رغم عدم قيام الدليل على تزويره فيوصف بأنه وجيدة، والوجيدة من الناحية اللغوية لم ترد في اي قاموس من قواميس اللغة كصفة بل ورد كاسم علم مؤنث فتتسمى النساء بهذا الاسم.

وتم استخدام هذا المصطلح في الاحكام القضائية للدلالة به على معنى فضفاض يتلخص بأن الوجيدة: هي المحرر القديم بخط كاتب مجهول او معروف لكنه ليس ممن يكتب بين المتعاقدين يحكي ملك شخص في ارض ما غير مقترن بحيازة لهذا الشخص ولا لمن تناسل من صلبه وربما يتم الحصول عليها لدى شخص ليس له علاقة بمضمونها ولا بأطرافها ولا يوجد لها أصل يثبت صحتها.

فالوجيدة يفترض بها الاتي:

١- انها مؤرخة بتاريخ قديم والتاريخ القديم يعتبر معياراً موضوعياً يخضع لتقدير قاضي الموضوع فاذا كان عمر المحرر خمسين سنة فقد يعتبر في قضية ما انه وجيدة بينما في قضية اخرى قد لا يعتبر كذلك.

٢- انها محررة بخط كاتب مجهول بسبب عدم ذكر اسم الكاتب او بسبب ان اسم الكاتب موجود ولكن الشخص الذي يحمل هذا الاسم المنسوب له كتابة المحرر غير معلوم للناس لا أصله ولا نسبه او قد يكون الشخص معروفا ولكن لم يكن في عهده من عادة الناس ان يكتبوا لديه.

٣- انها تحكي ان ارض معينة ملك لشخص ما بأي صورة اما شراء او هبة او وصية او ارثا.

٤- ان الشخص الذي تحكي الوجيدة انه مالك الارض لم تثبت له اي حيازة على هذه الارض لا هو ولا من تناسل من صلبه لا بالماضي ولا بالحاضر.

٥- انه أصلها مجهول.. فبمجرد ان تبرز امام القضاء في نزاع ما يتبادر الى الذهن.. اين كانت هذه الورقة مخفية طوال هذه المدة.. وتجد من يحتج بها نفسه يبرر عدم ظهورها من سابق بانها كانت مخفية ولم يعلم بها الا حديثا..  فلا يعلم من اين جاءت ومن كان يحتفظ بها.

٦- انه لم يرد اي ذكر لهذه الوجيدة في محررات لاحقة لها ولا معاصرة تؤكد صحتها.

٧- كثير من الوجائد يظهرها اشخاص ليس لهم علاقة لا بأطرافها ولا بمضمونها ويقولون انهم عثروا عليها بين محررات ابائهم واجدادهم ويقدمونها بعد ذلك لمن يقوم بالاستدلال بها لمصلحته.

هذه هي السمات العامة لما يسمى بالوجيدة او الوجائد

Loading