قراءة النَص القانوني وتحليله

ا/جواد محمد ناجي النابهي

 

تكمن القوة الحقيقية للأشخاص القانونين ومن ضمنهم طلاب القانون على تطوير مهارة تحليل النصوص القانونية والإبحار في تفسيرها وكثرة الإطلاع الدائم على أنواع هذه النصوص؛ ليتمكن من معرفة قصد النص ومعناه وإعادة كتابته بجودة عالية ، ‏حيث من المهم عند قراءة النص القانوني تفعيل خاصية قراءة النَقد والتحليل، وذلك بفحص ذلك النص فحصاً تحليلياً ومعرفة جوانب القوة فيه من جانب والقدرة على تكييفه والتعامل معه من جانب آخر.

فليس من الحصافة أن يُقرأ النص مجتزأً وبمنأى عن جميع الأحكام الواردة في النصوص الأخرى ذات العلاقة بهدف استخلاص حكم منه والتعرف على المعنى الذي ينطوي عليه النص وما يقصده الكاتب أو المُشرع من عباراته.

‏إضافة إلى أنه من الأفضل للقانوني أن يدون أسئلته الفضولية فهذه تُعتبر فرصة له لإبداء فضوله ؛ ونعني بالفضول تدوين جميع الأسئلة التي تدور في ذهنك والإجابة عليها عن طريق تكثيف البحث المُتقدم.

ويجب على القانوني الناجح معرفة القوة القانونية قبل القراءة والتحليل وأن لكل نص قوة قانونية ، فمثلاً في سلّم القواعد القانونية هناك نص أقوى من نص أو نص أضعف من نص ، فعلى القانوني ألا يأتي بالنص الأدنى أو الأضعف للنص الأقوى ، إضافة إلى أنه يجب على الطالب القانوني وحتى الشخص القانوني المُتقدم أن يقرأ العناوين الرئيسية أو العناوين الكبيرة حتى يأخذ لمحة أو نظرة شاملة قبل قراءة النصوص داخل العناوين وفي الوقت نفسه تسهل عملية فهم النص القانوني.

وعلى القانوني قراءة وفهم النصوص القانونية حتى تتضح له الصورة بشكل كامل بحيث يتمكن من الوصول إلى المعلومة بشكل سريع بالإضافة إلى ذلك القراءة في السوابق القضائية حتى يتمكن من الصياغة القانونية السليمة وتحليل النصوص القانونية ليتمكن من معرفة الحكم الذي يقرره النص في حقِ جميع الوقائع.

‏نصيحة: (ناقش من سبقوك وتعلم منهم) ، ناقش مختصي وخبراء المجال حيث أن الخبرة والممارسة تورِّث لدى الشخص المختص العلم الكافي والإلمام بمقاصد ومعاني نصوص قانونية التي قد تَشكُل على كثير من الأشخاص، كما أن المناقشة تفتح آفاقاً لا حصر لها وتثري العقل بل وتزيده إدراكه لمقصوده.

أخيراً

‏للقراءة ستة أنواع وطرق، يجب على كل قانوني معرفتها وهي:

القراءة الصامتة:

هي القراءة التي تعتمد بشكل أساسي على العينين.

القراءة الجهرية:

هي عكس القراءة الصامتة وهي تقوم على النطق بالحروف وإخراجها من مخارجها.

‏القراءة السريعة:

هي عبارة عن أسلوب للقراءة تضاعف به كمية القراءة المقروءة في وقت معين مع الإحتفاظ بكامل الإستيعاب.

القراءة المتأنية:

هي التي تهدف إلى أخذ كل تفاصيل النص، للحصول على صورة كاملة ومتكاملة لكل ما يشير إليه.

القراءة التحليلية:

هي التي يقوم أساسها على مهارة التحليل واستكشاف المحتوى (بالعقل والقلب) لا العين وحدها.

القراءة الناقدة:

وهي الأهم للقانوني بالقدرة على التمييز بين الأفكار الرئيسية والفرعية، والتمييز بين الحقائق والآراء.