كتابات

المحاماة فراسة وفروسية (2)

الجمال:

إن أي ناحية في الدنيا وفي نشاطات الإنسان تخلو من الجمال يعني أنها تخلو من الحياة وتخلو من المنفعة، ولهذا كان المحامي الفذ فارسا يلبس المحاماة حلة قشيبة من الجمال والبهاء رفقة الإتقان والإجادة فهو جميل في عظمة وجلال وبهاء في جودة على أحسن مثال.. والجمال يتضمن:

  • جمال المكتب: فموقع المكتب وشكله وأثاثه والهدوء فيه ويجب أن يشمل هذا معاونيه ومن يتصلون بالعمل لدى مكتبه، فليس مكتبه دكانا كما يفعل البعض من الذين لا يقدرون مقام المحاماة، ولكن مكتبه بيت للعلم والجمال والهدوء والسكينة.
  • جمال المذكرة: فالفروسية تظهر جمالا في العريضة من حيث شكلها تصميما وطباعة وإعرابا وضبطا وديباجة، ومضمونها لفظا ومعنى وأسلوبا وفصاحة وربطا واستدلالا.

ثم يكرم تلك المذكرات والأوراق فيؤرشفها بطريقة تبعث على ثقة الموكل به، وبما يسهل عليه وعلى العاملين في مكتبه وعلى الموكل نفسه البحث والمطالعة فيه والوصول إلى الورقة المطلوبة بسهولة ويسر وسرعة.

  • جمال الهيئة:

فعلاوة على كونها مطلوبة من كل مسلم تبقى أناقة المظهر مطلبا مؤكدا لدى المحامي، وهذا له أثر كبير خصوصا على الموكل الذي يكتسب الثقة بمحاميه كلما رآه على هيئة جميلة.

جاء في المادة (125) من النظام الأساسي للمحامين اليمنيين ما نصه: يجب أن يكون مظهر المحامي لائقاً أثناء عمله أمام المحاكم، ويلتزم بلبس الرداء الخاص بالمحامين أثناء الترافع في المحاكم ، ويحدد مجلس النقابة تصميم هذا الرداء ولونه ويسري هذا النص من تاريخ صدور قرار المجلس .

ولذا فقد جاء في القانون اليمني رقم ٣١ لسنة  1999م بشان تنظيم مهنة المحاماة

مادة(73): على المحامي أن يتخذ من سلوكه ومظهره ما يدل على احترامه الكامل لهيئة المحكمة وألا يبدى ما من شأنه الانقاص من احترامها وهيبتها.

 

الشهامة:

طيب النفس وحسن الخلق هما منبعا هذا الخلق فهو يوحي بنفس طيبة في ذاتها وقبل أن تتعامل مع أحد من الخلق ، ويوحي أيضا بحسن الخلق فالكرم والوفاء والصدق والأمانة وعزة النفس وقلة الأطماع وإغاثة الملهوف كلها من مقتضيات هذا الخلق العظيم فالشهامة في المحامي الفارس تقتضي:

1- الإنصاف: فهو ينصف الناس من نفسه قبل غيره، فيستعمل العدالة بينه وبين موكله وخصومه قبل أن يطلبها من القضاء ولا يخرج موقف ولا يشذ حال له عن معايير العدالة مهما تغيرت عليه الأحوال وتبدلت به المنازل يصدق فيه قول الشاعر:

وأحوال الزمان عليك شتى *** وحالك واحد لا يتغير

وقد جاء من النظام الأساسي للمحامين اليمنيين ما نصه: المادة (124) :  يلتزم المحامي في تعامله مع زملائه ما تقضي به اللياقة والاحترام وتقاليد المهنة واحترام الأقدمية ، ويفصل مجلس النقابة في أي خلاف بين المحامين بسبب المهنة .

2- السعي لإحقاق الحق وإبطال الباطل بكل متاح ممكن:

فمحامينا الفارس لا يعيش لنفسه بل يعيش للحق وللعدالة رزقه تحت ظل قلمه ، أينما ولى وجهه سخر وقته وجهده وقلمه ومشاعره لخدمة وكيله المظلوم والحق المهضوم.

3- الشجاعة: فلا يمكن ليد مرتعشة أن تبني شيئا، والمحامي سيف القانون وقلمه، لا يتوانى عن قول الحق والحقيقة، وإبراز أدلتها، ولا يتواني عن العودة إلى الحق مهما كانت عواقبه.

ولعل من النصوص التي تدخل فيما يدل على معنى الشهامة ما جاء في القانون رقم ٣١ لسنة 1999م بشان تنظيم مهنة المحاماة.

المادة (114) :   على المحامي أن يتقيد في سلوكه الشخصي والمهني بالقيم الإسلامية ومبادئ الشرف والاستقامة والأمانة وحفظ السر لموكله والنزاهة وآداب المهنة سواء تجاه رجال القضاء أو تجاه زملائه وموكليه ، وعليه أن يتجنب كل إجراء أو قول يحول دون حسن سير العدالة ، وان يتقيد بأحكام القانون وهذا النظام ولوائح النقابة .

والمادة (115) :  يلتزم المحامي ببذل غاية عنايته في الدفاع عن موكله وحماية مصالحه ، ولا يجوز له التراجع عن الدفاع عن موكله إلا إذا استشعر أنه لن يستطيع الاستمرار مع موكله بسبب ظروف وملابسات الدعوى.

Loading