توعية

طفولة منسية

دينا الرميمة

 

احتفل العالم في الـ 20 من نوفمبر الماضي ككل عام بيوم الطفل العالمي وهو يوم أقرته  الأمم المتحدة للطفل أصدرت فيه وثيقة تحوي قانون اتفاقية حقوق الطفل من أجل زيادة الاهتمام بالأطفال في جميع أقطار الأرض وتوفير كل وسائل الأمن والأمان ووسائل الرفاهية كونها ترى فيهم المستقبل الواعد للدول والعالم !!

وكان من أبرز الحقوق التي تضمنتها هذه الوثيقة  “الحق في الحياة” و”الحق في الغذاء” و”الحق في التعليم”  و”حرية التعبير”، واعتبرت هذه الوثيقة أول قانون ملزم لحماية حقوق الطفل، وكبقية الدول كنا نؤمن بهذا اليوم وغيره الأيام العالمية التي تضمنت قوانين لحقوق الإنسان سواء أكان صغيراً أم كبيراً، رجلاً أم امرأة، وانبهرنا ببنودها البراقة التي ظننا أنها حقا جاءت لأجل الإنسانية بلا استثناء!!

حتى جاءت الحرب على اليمن والتي كشفت لنا زيف تلك القوانين وحقيقة ما تتغنى به الأمم المتحدة من حقوق للإنسانية والإنسان لا تكاد تساوي قيمتها الضرب في صفر وإنها ليست إلا حبراً على ورق، تمنح فقط لمن يناله رضى الدول الكبرى وتسلب ويحرم منها من يخالف مشيئتها بل وينزل عليه قضاؤها وقدرها اللعين بالحرمان من اي حق في هذه الحياة وتشيح الإنسانية بوجهها غاضبة منه، وبمناسبة يوم الطفل نؤكد انه وخلال اعوام العدوان الثمانية على اليمن  اعوام كشفت الطفولة في اليمن سوأة الأمم المتحدة وهي  ترى الطفولة اليمنية تسحق دون ادنى ذنب إلا إنها من ارض رفضت الذل والارتهان للغرب ومشاريعهم الاحتلالية، فعاقبوها بحرب جعلت منها بيئة حاضنة للموت الذي كان معظم ضحاياه من الأطفال تحت تأثير القصف المباشر والجوع والمرض وانعدام كل معاني الحياة واصبح معظمهم مشرداً بلا مأوى تضمهم ارصفة الشوارع ومخيمات النزوح، في ظل حرمان من حقهم حتى في لحظة أمن يعيشونها دون ان يلاحقهم الموت او يستفحل ببطونهم الجوع او تنتهك اجسادهم النحيلة الفيروسات وكل مسببات الأمراض التي معظمها جاء تحت تأثير الأسلحة المحرمة دوليا التي قصفت بها الأرض اليمنية

في ظل تدهور القطاع الصحي وحصار منع حبة الدواء من الدخول الى اليمن!!

وكما حرمت هذه الحرب الكثير من الأطفال من حقهم بالتعليم وتحمل معظمهم على عواتقهم مهمة البحث عن لقمة العيش لأسرهم، وفي كل عام يحتفل الاطفال في العالم بيومهم العالمي ويتلقون الهدايا وكل اساليب المتعة كان الأطفال في اليمن على موعد مع المأساة التي تدمي عين الإنسانية التي عميت ان تنظر اليهم وهم يودعون مسرح الحياة بعد ان خابت أمالهم بالإنسانية وقوانين الأمم المتحدة التي انزاحت الى صف الجلاد وأخرجته من قائمة منتهكي حق الطفولة، متناسية الآلاف الأطفال الذين قصفتهم طائرات العدوان ومثلهم الآلاف التهمهم الجوع والمرض وسوء المعيشة وغيرهم الكثير من صاروا يقفون على ركام منازلهم المقصوفة يرسلون رسالة للعالم يتساءلون فيها عن ضمائرهم وانسانيتهم المدفونة على عتبات محطات النفط واقدام اصحابها متناسية طفولة وئدت وسحقت وذبحت على أوراق محفوظة في رفوف منظماتهم التي شعارها النفاق ومن يدفع اكثر.

Loading