نبل المستضعفين ووحشية المستكبرين
احمد الزبيري*
الفرق بين الحروب التي تخضع لقواعد قانونية وأخلاقية والحروب التي لا تخضع لأي قواعد أو قوانين او اعراف او قيم هي ان الأولى حرب لها استراتيجية وأهداف مرتبطة بمصالح محددة تنتهي عند تحقيق تلك الغايات اما ال
حروب القذرة فهي تلك التي تنبثق من العواطف السلبية مثل الحقد والكراهية والاستعلاء والكبر والغرور وعادة ما تأتي مثل هذه الحرب من أنظمة ترى الدمار والخراب وسفك الدماء والقتل غاية في ذاتها.
وفي هذا السياق فإن الحرب العدوانية التي تشن على الشعب اليمني من النظام السعودي الامارا
تي الأمريكي البريطاني هي حرب قذرة بكل ما تعني هذه الكلمة من معنى بل وتجاوزت كل اشكال الحروب من هذا النوع التي عرفها التاريخ.
ويكفي هنا ان نعيد التمعن في الجرائم التي ارتكبها هذا التحالف الإقليمي والدولي العدواني الوحشي طوال سنوات هذه الحرب والتي كان معظم ضحاياها من المدنيين المستضعفين الذين لا ذنب لهم سوى انهم يمنيين.
لقد قتل المعتدون الأطفال والنساء والشيوخ في منازلهم واسواقهم وفي الطرقات والمزارع وأماكن أعمالهم، وبشكل ممنهج عمل على تدمير البنية التحتية والمنشآت الخدمية والاقتصادية وغايته من كل هذا اخضاع الشعب اليمني وإجباره على الاستسلام.. ووفقاً لأوهامه وتفكيره الاحمق ان عدوانه بعد ان هيأ الساحة الداخلية لتحقيق أهدافه لن يستغرق هذا الامر أكثر من أيام او أسابيع وان طالت أشهر وها نحن في العام السابع وهزيمته باتت واضحة وانتصار الشعب اليمني أصبح حقيقة لا ينكرها الا الحمقى ومنهم أولئك الخونة والعملاء والمرتزقة الذين اعتادوا العيش من تجارة الحروب والمتاجرة بالأوطان.
شاهد العالم كله العمليات البطولية والانتصارات الملحمية للشجعان الميامين من منتسبي الجيش واللجان الشعبية وفي عمق العدو وهي موثقه بالصوت والصورة ورأينا كيف ان أولئك الرجال المؤمنين الصناديد يدعون قوات العدو الى الاستسلام ويضمدون جراحات من أصيب ويحاولون قدر ما يستطيعون المحافظة على أرواح من تم تعبيتهم بكل ما يؤجج الحقد والكراهية والبغضاء والخوف من المقاتل اليمني وهذا كله انقلب وبالاً على قوات العدو السعودي في تلك المشاهد التي رأيناها لاحد المقاتلين يطلب من احد مقاتلي العدوان الاستسلام بعد ان تظاهر بالموت ويطمئنه لكنه من شدة التعبئة الخاطئة التي خلقت لديه الرعب يلوذ بالفرار وهنا لا مناص من قتله أو أولئك الذين يلقون بأنفسهم بهلع وخوف من رؤوس الجبال ولا نحتاج هنا للمزيد من الشرح فالمشاهد تتحدث عن نفسها.
ولنذهب الى امر آخر لتأكيد الروح الايمانية والإنسانية والإرادة في انتصار المقاتل اليمني دفاعاً عن وطنه ولكن ليس على حساب أرواح الأبرياء.. في كل سنوات العدوان لم يحصل ان قتل مدني واحد داخل المدن الخاضعة لنظام الاجرام والاستبداد والإرهاب السعودي بصواريخ وطائرات الجيش واللجان الشعبية والتي يقال عليها انها بدائية في حين قتلت الأسلحة المتطورة والذكية وفي ظل الإمكانيات التقنية والتكنولوجيا العسكرية التي انتجتها المصانع الامريكية والغربية الاف المدنيين اليمنيين غالبيتهم من الأطفال والنساء.
والجريمة الكبرى هي الحصار الذي يقصد به إبادة الشعب اليمني لهذا نقول ان العدوان الذي يشنه التحالف السعودي الأمريكي البريطاني الصهيوني على الشعب اليمني هي الحرب الاقذر في كل تاريخ الحروب.
اليوم يساوموننا بالحصار لنقدم تنازلات عجزوا في الحصول عليها بميادين المواجهة العسكرية وعلى طاولات المفاوضات السياسية.. لن ينجحوا وسيهزمون هنا وكان رد قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي للمبعوث الاممي البريطاني مارتن غريفيت واضحاً وقاطعاً لا يمكن الوصول الى سلام دون فصل الملف الإنساني عن الملف العسكري والسياسي.
واضعاً أكاذيب وادعاءات الأمم المتحدة وامريكا وبريطانيا والغرب عموما امام حقيقة نظامهم ومنظومة قيمهم الرأسمالية المتوحشة التي دمرت وقتلت واستخدمت كل الوسائل القذرة في اليمن والمنطقة من اجل تحقيق مطامع مصالحها غير المشروعة وتامين قاعدتها المتقدمة – كيان العدو الصهيوني- واضعاً غريفيت ابن الحقبة الاستعمارية البريطانية امام حقيقة من يمثل اما النظامين السعودي والاماراتي فهما محميتان وصنيعتان لإمبراطورية استعمارية غابت شمسها منذ زمن بعيد.
وهكذا فان رؤيتنا للسلام واضحة وصادقة وما يريدون فرضه باسم السلام ملتبس وأكثر اجراماً وخبثاً وحقداً من حربهم العسكرية.. لا سلام دون رفع الحصار ووقف العدوان.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*كاتب صحفي ومحلل سياسي