مقال الاسبوع

غزة.. ماذا بعـــــــد؟!!

دينا الرميمة

على رفاة هيبتهم التي اغتالها الطوفان الفلسطيني بعد ان بلغوا بها من العمر ستة وسبعون عاما اشعلوها حرب لا تبقي ولا تذر على غزة نقطة ضعفهم.

التي لطالما تسببت لهم بأنكى الهزائم، شعاراتهم المعلنة استعادة الرهائن والفتك بمن فتك بهم وقزم حجمهم من المقاومين الذين ثاروا غضبا على أرض تغتصب و مقدسات تدنس وتغلق بوجه شعب بات غريبا على وطن لم يعد له فيه إلا قليل تزاحمه عليه المستوطنات الصهيونية، بينما نواياهم الميتة القتل والتهجير وجعل غزة خاوية على عروشها ومن ثم بسط النفوذ والاستيطان وعليها أعانهم الغريب البعيد، الذي لولا دعمه منذ النشأة لما كان للصهاينة دولة تذكر ولا سلاح يفتك بمن يعارض مشيئته واحتلاله وبه اليوم تذبح غزة من الوريد إلى الوريد في ظل خذلان القريب الشقيق لولاه لما كان للصهيونية جرأة في اجتزاء الأرض واحتلالها و أسر مقدساتها، الا ما رحم ربي من العرب الأقحاح الذين كانت فلسطين محور اهتمامهم وباتوا شركاءها في مصاب غزة.

وعلى ذات الغارة التي سقطت على غزة فاحت رائحة الموت إلى كل شوارع الأرض وازقتها وسالت الدماء وبلغ غبار الدمار والدخان عنان السماء، لم يسلم أحد في غزة من خبث هذه الحرب التي اغتالت الحياة بمن فيها بما فيهم اطفال قبل أن يأخذوا شهقتهم الأولى بالحياة لم تظلمهم اقدارهم بل قضاء وقدر امريكا التي تدعم حق الصهاينة في الدفاع عن أنفسهم والانتقام حتى من خدج حاولوا التشبث بالحياة داخل حاضنات لم يخرجوا منها إلا جثثا هامدة.

غير أن غزة المثقلة بالمأساة والخذلان حتى أخمص الروح استطاعت ان توصل أنينها إلى مسمع الإنسانية في كل الأرض وجعلتها تستفيق لتتبرأ من جرم تأييدها دولة للصهاينة على أنقاض دولة فلسطين.

غير أن هذه الحرب التي مر عليها أشهر خمسة دون تحقيق أي إنجاز يذكر سوى قتل الأبرياء بما فيهم الرهائن الذين كانت رصاصات الباحثين عنهم أسرع إليهم من اياديهم.

فسلطوا الجوع على غزة كسلاح مميت أصابها بمجاعة وجعلها مسرحا للموت اللئيم اغتال الكثير كما اغتال الكثير من الدعم للكيان الصهيوني ممن أساءتهم بشاعة الجريمة، وجعل بعض العرب على خجل يهرعون بمظلات محملة بالغذاء.

منها ما سقط في البحر والبعض سقط بالقرب من السياج الفاصل الذي يتمركز عليه جيش الاحتلال والبعض منها سقط على رؤوس طالبيه وقد كان بإمكانهم إيصالها عبر معابرهم التي اغلقوها بوجه غزة ولم تكن مساعداتهم التي اسقطوها بطريقة مهينة لهم قبل المستهدفين بها الا بمثابة كمائن للباحثين عما يسد رمق أطفال اغتالتهم رصاصات الصهاينة قبل أن يصلوا إليها.

وكذلك فعل بايدن الذي أحس بالخطر على كرسي الرئاسة بسبب تورطه في حرب غزة وبأربع طائرات محملة بالغذاء سارع إليها معترفا بمظلومين كثر طالتهم الحرب ليأتي فيما بعد بقرار إنشاء ميناء بغزة لإمداد سكانها بالمساعدات وكأن مشكلة الجوع فيها ازمة معابر لا ازمة قرارات يذبحها الفيتو الامريكي على طاولات مجلس الأمن.

وها هي الحرب تدخل شهرها السادس الذي يصادف شهر رمضان ولا تزال غزة شامخة ومتكئة على بطولات ابنائها المرابطين في ثغور الجهاد وجبهات أعدوا لها ما يسوء العدو الذي بات يترنح على عكاكيز الهزائم ودمار يوشك ان يسقطه الاختلاف بين اعضاء حكومته ومظاهرات شعبها المطالب بإقالتها وحل سياسي ينهي الحرب ويعيد الرهائن.

Loading