تقارير

امريكا داعش الكبرى.. تاريخ من الجرائم العدوانية التي تعامى عنها العالم المنافق

4 أبريل 2022م
القضائية- تقرير. فاضل حسن:

في الوقت الذي يصف فيه بوتن بـ”مجرم حرب” ودعوته، اليوم الاثنين، إلى محاكمة الرئيس الروسي فلاديمير بوتن بارتكاب جرائم حرب تجاهل الرئيس الأميركي جو بايدن ما تمارسه أمريكا ودول تحالف العدوان منذ أكثر من سبع سنوات في اليمن.

وكأن الجرائم الامريكية التي تنفذها واشطن ومختلف دول الإجرام العالمي بحق كثير من المجتمعات لا سيما المجتمعات العربية والاسلامية منذ عقود تتم بناء على توجيه رباني وليست جرائم تستوجب المحاكمة للنظام الامريكي والانظمة الموالية له.

لسنا هنا بصدد تبرير ما تشهده أوكرانيا من أحداث أو تجريمها وإنما نتساءل عن المعايير التي تقوم عليها السياسات الدولية والأنظمة العالمية الأقوى في العالم منذ عقود مضت بل من أكثر من سبعين عام بداية من الجرائم الصهيونية في أرض فلسطين العربية التي تجاوز تاريخ الاجرام الصهيوني الأمريكي البريطاني الغربي عامه الثالث والسبعين ولم نسمع بنت شفه تنادي بمحاكمة القادة المتوالين على حكم دولة بني صهيون الإجرامية أو تسعى لفرض عقوبات كسعي بايدن اليوم لتشديد العقوبات ضد روسيا والدعوة لمحاكمة بوتن.

الفضائع التي ارتكبها نظام واشنطن على مدار التاريخ الانساني أبشع ألف مرة مما يسميه بايدن فظائع روسية ترتكب في أوكرانيا.. ولكن العالم المحكوم بتأثيرات المال والقوة لم ير جرائم امريكا والصهيونية والأنظمة الغربية التي مورست في مختلف بلدان العالم- والتي ترقى لجرائم إبادة وجرائم ضد الانسانية- كما يراها في العثور على جثث اليوم في بوتشا.

فليست مذبحة دير ياسين الصهيونية جريمة ابادة وليست جرائم امريكا في فيتنام جرائم إبادة ولا جرائم مملكة السعودية وحلفائها في اليمن ولا جرائم واشنطن في سوريا جرائم، ولا إدخال القوات الأمريكية إلى كولومبيا قبل مائة وعشرين عام جريمة بحق بلد أخر ولا غزو قوات امريكا لبنما جريمة ولا ولا مساعدة دكتاتور المكيسك بورفيربو دماز في قمع الانتفاضة المكسيكية تدخل وجريمة، هكذا هو العالم المنافق- كما وصفه الزميل الإعلامي والكاتب والمحلل السياسي طه العامري- لا يرى جرائم واشنطن والبلدان الإحتلالية الاجرامية التي تمارس منذ اكثر من مائة عام جرائم في نظره ولا هي تستدعي الحظر والمحاكمة أو الإدانة، وإنما رأى عالم النفاق محمد الدرة مجرماً كما رأى بثينة الريمي مجرمة كما رأي طفلة سوق الحلقة عملاً شرعياً، فدفاع الفلسطينين عن انفسهم جريمة ورفض الثائرة الجزائرية جميلة بو حيرد للاستعمار الفرنسي هي الجريمة وإعدامها عملاً شرعياً كما رأى عالم النفاق إعدام الشهيد عمر المختار وثوار ليبيا بل ومواطني الجزائر وليبيا التي تجاوزت المليون و200 الف شهيد عملاً شرعياً.

بايدن البيت الابيض الذي أقام الدنيا ولم يقعدها مع انطلاقة أول طلقة في الحرب الروسية الأوكرانية وقبل أن يقتل شخص فيها او يدمر منزل بمزعم الانسانية هو نفسه الذي الخلف لرئيس البيت الابيض الذي أعطى الإشارة الخضراء لبدء العدوان على اليمن ولم نسمع له بنت شفه برغم ما شهده العالم من جرائم تحالف العدوان في اليمن وما نفذه العدوان السعو امريكي الصهيوني الاماراتي وحلفائهم من مجازر في أطفال ونساء وشيوخ بل وحتى حيوانات وطيور وأثار ومعابد اليمن.

ربما لم يتجاوز ضحايا حرب اوكرانيا حتى اليوم الألف ضحية ولم يبلغ عدد المنازل المدمرة نفس الرقم حتى اليوم ومع ذلك العالم كله التف وراء رغبات واشنطن وشارك في فرض الحظر والحصار على روسيا على خلفية ما اسماه جرائم، ولكن هذا العالم المنافق لم يرى أكثر من 40 ألف ضحية من اطفال ونساء وشيوخ اليمن المدنيين وجثثهم المحترقة والممزقة أشلاء جريمة والمتكررة خلال سبع سنوات على مرأى ومسمع من العالم أجمع.

هكذا هو حال الإنسان حين يموت لديه الضمير وتسيطر عليه أطماع المال ومعايير المصالح الذاتية لا يرى غير من يرفض أطماعه ويابى الإنصياع لسياسته مجرماً.. لذلك لن يرى جرائم الصهيونية في فلسطين على مدار سبعين عام ولم يرى جرائم واشنطن في أفغنستان والعراق ولم ير جرائم افرنسا في الجزائر ولا جرائم إيطاليا في ليبيا ولا جرائم بريطانيا في الوطن العربي ولا جرائم الامريكان في سوريا ولا غيرها من جرائم الرياض وأبو ظبي في الجزيرة العربية والشرق الاوسط.. كلها لونها البرودولار بلون الورد والبلور وخدمة الإنسانية. 

ورغم إعادة بايدن الوصف ذاته للمرة الثانية، يتجنب البيت الأبيض استخدام هذا التوصيف مع بوتين، قائلًا إنه يتطلب تحقيقا وحكما دوليا، وبعدما الرئيس الأمريكي الكلمة، قالت المتحدثة باسم الرئاسة جين بساكي إن كلام الرئيس كان “نابعا من قلبه”، مجددة تصريحاتها بأن هناك عملية لاتخاذ قرار رسمي وبالفعل بدأت محكمة العدل الدولة بهولاندا إجراءات التحقيق فيما يسمى بالجرائم الروسية في أوكرانيا قبل تجاوزها 30 يوما على بدء الحرب الأوكرانية الروسية وبرغم اعتبار روسيا هذه الحرب شرعية كونها حسب وصف الكرملين دفاعا عن وجودها ونفسها.. ولكن العدالة الدولية ومحكمتها لم تتحرك في الشأن اليمني مع أن جرائم تحالف العدوان تجاوزت الـ 2560 يوما من المجازر اليومية والتدمير وهدم المباني على ساكنيها.

فأي عدالة دولية يتحدثون عنها؟ وأي حقوق انسان يزايدون بها؟ وأي مجتمع إممي يتسترون باسمه غير كونه مجتمعا للإجرام وحماية ودعم المجرمين.

وكم أصاب المتحدث باسم الكرملين ، دميتري بيسكوف، عندما رد على بايدن حين وصف نظيره الروسي بمجرم حرب في مارس الماضي بقوله، “إن مزاعم الرئيس الأمريكي بأن الرئيس فلاديمير بوتين مجرم حرب غير مقبولة وإن الولايات المتحدة ليس لها الحق في وعظ روسيا بعد مشاركتها في الكثير من الصراعات” وليس ذلك على اعتبار أن ما يمارس في أوكرانيا جريمة أو غير جريمة- بالنسبة لنا- وإنما من باب عدم قبول الروس بذلك التوصيف لرئيسهم ممن تاريخه كله إجرام ومجازر وعدوان منذ النشأة.

فتاريخ الدولة التي يرأسها بايدن واقصد بها الولايات المتحدة الأمريكية- التي لم يتجاوز عمرها الوجودي الـ 240عاما- يعج بجرائم هائلة تاريخ من الحروب العدوانية ضد الدول والمجتمعات الأخرى بل لقد قامت هذه الدولة على أبشع جريمة عرفها الانسان وهي جريمة إبادة الهنود الحمر وهذه البشاعة الإجرامية لم يسبقه إليها أي دولة في العالم، وكما يقال بإمكان النظام الامريكي أن يدخل كتاب غينيس للأرقام القياسية في شن حروب همجية وعدوانية على دول مختلفة من عالمنا الحالي وفق الوثائق والإحصائيات.

إن تاريخ الولايات المتحدة هو عبارة عن حروب عدوانية شنتها على دول العالم وعاثت فيها ابشع الجرائم ومع ذلك لم نسمع أحداَ وقف بجانب الضحايا لهذه الدولة حتى نظام الاتحاد السوفييتي سابقا ونظام روسيا بوتين لاحقا وحتى يومنا هذا ويكفي ان نعلم أن أكثر من 120 عاماً كلها محطات عدوانية في تاريخ أمريكا الكبرى وبناتها الشيطانية في تل ابيب وغيرها من البلدان.

ومن خلال مراجعة بسيطة للحروب التي شنتها واشنطن على غيرها من الدول نستعرض أبرز الحروب التي شنتها الولايات المتحدة الأمريكية على شعوب العالم خلال القرنين العشرين والواحد والعشرين فقط ومنها:

1901 — إدخال القوات الأمريكية إلى كولومبيا.

1902 — غزو القوات الأمريكية بنما.         

1904 — إدخال القوات الأمريكية إلى كوريا والمغرب.

1905 — القوات الأمريكية تتدخل في الثورة في هندوراس.

1905 — غزو المكسيك “مساعدة الدكتاتوري بورفيريو دماز في قمع الانتفاضة “.

1907 — غزو نيكاراغوا.

1907 — القوات الأمريكية تتدخل في الثورة في جمهورية الدومينيكان.

1907 — القوات الأمريكية تشارك في الحرب بين هندوراس ونيكاراغوا.

1908 — القوات الأمريكية تدخل بنما أثناء الانتخابات.

1910 — الولايات المتحدة ترسل قواتها المسلحة إلى نيكاراغوا وتحيك مؤامرة ضد الحكومة.

1911 — القوات الأمريكية تدخل هندوراس لدعم الانقلاب بقيادة الرئيس السابق مانويل بونيلا ضد الرئيس المنتخب ميغيل دافيلا.

1911 — قمع الثورة المناهضة للولايات المتحدة في الفلبين.

1911 — التدخل في الصين.

1912 — عزو كوبا.

1912 — غزو بنما.

1912 — غزو هندوراس.

1912 — 1933 — احتلال نيكاراغوا. وأصبحت نيكاراغوا مستعمرة لاحتكار “شركة الفواكه المتحدة” وغيرها من الشركات الأمريكية. وتم في عام 1914 التوقيع على عقد في واشنطن ينص على منح الولايات المتحدة الحق في بناء قناة بين المحيطين عبر أراضي نيكاراغوا. وعين تشامرور رئيسا لنيكاراغوا في عام 1917. وأبرم مع الولايات المتحدة عددا من الاتفاقيات التي أدت إلى المزيد من الاستعباد.

1914 — 1934 — هايتي. أدخلت الولايات المتحدة قواتها بعد عدد من الثورات واستمر الاحتلال الأمريكي لمدة 19 عاما.

1916 — 1924- احتلال جمهورية الدومينيكان لمدة 8 سنوات.

1917 — 1933 — احتلال كوبا.

1917 — 1918 — المشاركة في الحرب العالمية الأولى.

1918 — 1922 — التدخل في روسيا.

1918 — 1920 — دخول القوات الأمريكية إلى بنما.       

1919 — إدخال القوات الأمريكية إلى كوستاريكا.

1919 — غزو هندوراس.

1920 — غواتيمالا.

1921 — الدعم الأمريكي للجماعات المسلحة الساعية إلى الإطاحة برئيس غواتيمالا كارلوس غيريرو.

1922 — التدخل في تركيا.

1922 — 1927 — دخول القوات الأمريكية إلى الصين.

1924 — 1925 — غزو هندوراس.

1925 — بنما.

1926 — غزو نيكاراغوا.

1927 — 1934 — الولايات المتحدة تحتل الصين.

1932 — غزو السلفادور.

1937 — نيكاراغوا.

— في مايو 1945م: قصف الطيران الأمريكي مدينة (درسدن) الألمانية، رغم أن الزحف الروسي كان قد تجاوزها ولم تعد لهذا السبب تشكل هدفا عسكريا.. وقد أدى القصف إلى قتل 150 ألف شخص مدني, كما خرّب 60% من أبنيتها.

—6 أغسطس 1945م: أمر الرئيس الأمريكي (ترومان) بإلقاء القنبلة الذرية على مدينة هيروشيما اليابانية، التي أودت بحياة (78150) شخصا, إضافة لعشرات المشوهين.

— 9 أغسطس 1945م: أمر الرئيس الأمريكي (ترومان) بالفاء القنبلة الذرية الثانية على مدينة (ناكازاكي) اليابانية، فحصدت (73884) قتيلا، و(60.000) جريح، مع إبادة كاملة لكل حيوان وحشرة ونبات.

1947 — 1949 — : الولايات المتحدة تشعل حربا أهلية في اليونان، ذهب ضحيتها 154 ألف شخص, وأودع حوالي 40 ألف إنسان في السجون, و6 آلاف أعدموا بموجب أحكام عسكرية

1948 — 1953 — الفلبين.

1950 — بويرتو ريكو.

1950 — 1953 — غزو كوريا.

1958 — لبنان.

1958 — الحرب مع بنما.

1959 — القوات الأمريكية تدخل لاوس.

1959 — هايتي.

1960 — العملية العسكرية الأمريكية في الأكوادور.

1960 — غزو غواتيمالا.

1965 — 1973 — العدوان على فيتنام.

1966 — غزو غواتيمالا.

1966 — الدعم العسكري لإندونيسيا والفلبين.

1971 — 1973 — قصف لاوس.

1972 — نيكاراغوا.

— 8 يوليو 1982م: وصلت قطع الأسطول السادس الأمريكية إلى مسافة أقل من 50 كيلومترا من السواحل اللبنانية، لإسناد القوات الصهيونية التي غزت لبنان يوم 5 يونيو 1982م.

1983 — التدخل العسكري في غرينادا.

1986 — الهجوم على ليبيا وقصف طرابلس وبنغازي.

1988 — الغزو الأمريكي لهندوراس.

1989 — القوات الأمريكي تقمع الاضطرابات في جزر العذراء.

1991 — العملية العسكرية الواسعة في العراق.

1992 — 1994 — احتلال الصومال واللجوء إلى العنف ضد السكان المدنيين.

1998 — السودان. قام الأمريكيون بقصف مصنع للأدوية، مدعين أنه ينتج غاز الأعصاب.

1999 — الولايات المتحدة والناتو تشن حربا على يوغوسلافيا. ويستمر القصف لمدة 78 يوما. النتيجة — انهيار يوغوسلافيا.

*مع بداية القرن الحادي والعشرين استمرت الولايات المتحدة الأمريكية بحروبها الدموية ضد دول العالم وركزت خلال هذه الفترة الزمنية على شن حروب مباشرة أو بالوكالة على دول الشرق الأوسط متخذه ذريعة محاربة الإرهاب خاصة بعد أحداث 11 أيلول، وحول ذريعة أمريكا بالحرب على الإرهاب يقول جون بيكر : ” الحرب على الإرهاب لم يوضع لها مخطط واضح، وإنما مجرد أهداف وأسباب وأماكن وتوقيتات متضاربة”.

وهذه أهم الحروب التي شنتها واشنطن على المنطقة:

2001 — غزو أفغانستان تحت ذريعة القضاء على تنظيم القاعدة الإرهابي ليثبت فيما بعد أن واشنطن هي نفسها وراء ظهور هذا التنظيم.

2003 — غزو العراق “دون تفويض من الأمم المتحدة “.

2011 — ليبيا “انتهاك لقرارات الأمم المتحدة “.

— 2011 الوقوف مع الإرهابيين ومشاركتهم في تدمير سوريا .   

— 2015التغاضي عن العدوان السعودي علي تدمير اليمن ودعم السعودية في هذا العدوان.

—2011 الوقوف إلى جانب آل خليفة في قمع شعب البحرين.

في الختام؛ أصبح واضح للجميع بعد 222 عام من العدوان الأمريكي على شعوب العالم، بأن هذا البلد مستعد لانتهاك سيادة الدول وحقوق الإنسان في كافة الدول التي لا تسير في فلكها وتحت أوامرها، وها نحن نكمل العقد ونصف العقد منذ شن الولايات المتحدة وحلفائها ما سُمي بـ”الحرب على الإرهاب”، ولم تستطع واشنطن حتى الآن القضاء على الجماعات الإرهابية بل على العكس زاد انتشارها ولم تستطع تحقيق أي تغيير في أفغانستان، وحتى الآن صرفت أمريكا تريليوني دولار منذ هجمات 2001. وما يزال الاقتصاد الأمريكي ينزف جراء هذه الحرب.

Loading