حصيلة الضحايا اليمنيين المدنيين جراء العدوان على اليمن
أكد الأستاذ علي تيسير وكيل وزارة العدل وحقوق الإنسان اليمنية أن الجريمة التي ارتكبها العدوان الأمريكي الصهيوني يوم أمس، تمثل جريمة من آلاف الجرائم التي ارتكبها منذ ما يقارب10سنوات متتالية، من الـ26/ مارس 2015 حتى اليوم. منوها أنه ليس بجديد على هذا العدوان الهمجي الذي عُرف بأساليبه الإجرامية في أكثر من قطر عربي وإسلامي.
ولفت، خلال لقاء مع قناة العالم الجمعة الماضية، إلى أن هذه الجرائم المرتكبة في حق المدنيين تُعد، وفقاً للقانون الإنساني الدولي، جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وجرائم عدوان وإبادة جماعية. فالحصيلة المبدئية حالياً 74 شهيداً ارتقوا إلى بارئهم حتى هذه اللحظة، وما يقارب 171 جريحاً أصيبوا بجروح خطيرة جداً. وهناك جثث قد تفحمت جراء هذا العدوان الإجرامي الذي فشل أساساً في أن يحقق أي هدف عسكري على الأرض. فصب جام فشله وإخفاقه على المدنيين العُزّل في ميناء رأس عيسى في مديرية الصليف بمحافظة الحديدة، فكانت هذه الخسائر.
وحول سبب استهداف هذه الموانئ كميناء رأس عيسى الذي يؤمن المواد الغذائية الأساسية والوقود والمشتقات النفطية لليمنيين. وتأثيره على الإمدادات التي تصل إلى اليمنيين الآن:
أوضح تيسير أن هذا الميناء يمثل شريان حياة لما يقارب عشرين مليون يمني يستفيدون منه في الغذاء والدواء والمشتقات النفطية. هناك أيضاً عدد من الشاحنات النفطية التي تم ضربها خلال هذا العدوان. وكما قلت قبل قليل، فإن هذا العدوان عندما فشل ولم يحقق أي هدف عسكري على الأرض، لجأ إلى الانتقام من هذا الشعب الصامد الصبور الذي أفشل كل مؤامراته، والذي حاول أن يستخدم أكثر من وسيلة وأسلوب، بما فيها التجويع والمجاعة وغيرها من الأساليب اللاإنسانية التي يجرمها القانون الإنساني الدولي والقانون الدولي.
وتابع تيسير: حاول هؤلاء أن يحرفوا أنظار العالم بأنهم يحققون انتصارات هنا وهناك، ولكنهم لا يضربون ولا يستهدفون إلا الأعيان المدنية والمؤسسات الخدمية التي تعود فائدتها على المواطن في كل محافظات الجمهورية. هذه الجرائم تعكس حجم الفضيحة التي وقع فيها النظام الأمريكي والصهيوني عندما يحاول أن يوهم العالم أو أن يرويه بأنه جاء ليحمي الملاحة الدولية، لكنه جاء لينتقم من المواطنين اليمنيين العُزّل في الأماكن المكتظة بالسكان أو في المنشآت المدنية. فضرب مستشفيات ومدارس ومحطات الكهرباء، وضرب في فترة سابقة مطار صنعاء الدولي، وقد كان متواجداً حينها فريق من الأمم المتحدة برئاسة وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الصحية، ليكون شاهداً هو وفريقه على أن هناك جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية تُرتكب بعيداً عن استهداف أي عمل أو تحرك عسكري..
ونوّه تيسير إلى أن هذه الأعيان المدنية مصنفة وموصوفة وفقاً للقانون الإنساني الدولي على أنها لا ينبغي أن تُمس ولا أن تُضرب، ولكنهم حاولوا أن يضربوها ليعكسوا أمام العالم بأنهم يقومون بضرب منشآت عسكرية. وهم اليوم أمام فضيحة مدوية أمام العالم عندما عجز هذا النظام العالمي الذي يحاول أن يقدم دعاية سوداء بأنه النظام الذي يمتلك قدرات عسكرية كبيرة وأنه الإمبراطور الأول في البحار، لكنه أمام صمود الشعب اليمني تكسرت هذه الهيبة وأصبح اليوم تحت التراب أمام اليمنيين وغير قادر على أن يهز شعباً عصياً على التركيع، كان له دور وصولات وجولات وقد انتصر على العدوان الأمريكي البريطاني السعودي الإماراتي العربي خلال عشر سنوات.
وخلص تيسير لافتاً إلى أن هذا العدوان الأمريكي اليوم ما هو إلا امتداد ممنهج لجرائم الإبادة الجماعية التي تُشن على إخواننا وأخواتنا وأمهاتنا في غزة. هم يحاولون اليوم أن يدافعوا عن الكيان الصهيوني بالوكالة. إذاً هم اليوم أمام مأزق شديد ومأزق حاد لا يستطيعون أن يتراجعوا عنه قيد أنملة، وقد ألحقت بهم هذه الهزيمة النكراء. ويتبين لهم أن نصف تاريخ الشعب اليمني العتيد هو مكتوب ومحفور على جماجم الغزاة الذين هم اليوم مقبورون تحت أقدامنا هنا في اليمن.