أخبار

ثمرة تنوع الدور الخلاق النصر

زياد السالمي
لكل فعل معيار بموجب يحكم ذلك الفعل.على مختلف الامور الحيوانية هكذا تقاس الأمور وينظر إليها كل دي عقل، وهنا في ظل الحدث المستمر والأهم على مسرح الوعي الوطني نقول بحجم التضحية والبذل والصبر والصمود الذي قدمه ويقدمه اليمنيون يكون الحكم بمدى وطنيتهم كما تكون الثمرة التي أسفرت بانتصار الإرادة والسيادة، هنا في صنعاء عاصمة اليمن الأبدية ومزار كل شبر من ربوع وسهول ووديان وجبال اليمن، شاء من شاء وأبى من أبى،
ومن خلال المتابعة والتأمل والقراءة والاستقراء المنصفة والعادلة نجد أن اليمنيين قد فاقوا التوقعات التي كان اعتقدها الكثير من أن غالبية الشعب اليمني يعوزه الحس الوطني والشعور بالمسؤولية والولاء الوطني لتربة هذا الوطن، ليس هذا فحسب بل كسروا فكرة الهزيمة التي جسدها التراكم الزمني للحكم الهدام للثقة والاعتزاز بالانتماء وخلال فترة وجيزة نتيجة صدق الإرادة وحكمة القيادة ممثلة بالعلم المولى السيد عبدالملك بدر الدين قائد الثورة حفظه الله ورعاه،
إذ جسدوا أبهى صورة من التضحية والصمود والثبات والصبر والاحتمال مقابل هول وضخامة حجم العدوان وأدواته وإمكانياته، كان ذلك إيماناً بالقضية وأملاً بالتخلص من التبعية الاستعمارية والوصاية الخارجية، قدم الوطن طيلة تسع سنوات خيرة أبنائه وسالت الدماء على كل مفترق من فقرات العمود الوطني، ومنها الدفاع عن الوجود الإنساني للإنسان اليمني أمام استكبار وصلف العدوان،
قلت لم يكن بالحسبان هذا النصر العزيز نتيجة تراكمات الحال والوعي الفاسدين المتضعضعين طيلة عقود من الزمن. فكان ما أفضى إليه الآن من قائمة طويلة على معطيات التضحية والبذل والصمود الأسطوري مع التواصي صبرا وتراحما أمام المصاعب والحصار والجوع والفاقة وحققوا بذلك أعلا درجات الإرادة والحرية مذهلين العالم المتحضر أو بالأصح العالم المتقهقر أمام تحضر الإنسان اليمني في تعاطيه للواقع والوقائع الماثلة، ليعلن استسلامه وانبهاره واندهاشه وإعجابه حد الذهول أمام مواقفنا التموضعية الأصيلة، والشجاعة كإرادة اقتدار بالله لا تقهر رغم محدودية الإمكانيات وشحة الإيرادات ولنقل حينها هنا تكمن المفارقة الشاسعة بين إمكانيات اليمنيين البسيطة وإمكانية العدوان الجبارة،
لقد أثبت اليمنيون في معركتهم الوجودية عذه فشل النظريات والمعايير مؤسسا لمفاهيم ووجود وعي فمري مقابل وآخر، وأصبح الإنسان اليمني معادل أشد في هدم الوعي الفكري المستلب الوجودي بتبعيته للغرب، ومنه أن القوة تقاس بالإمكانيات وأعاد بذلك الصمود للإنسان مكانته في زمن العولمة واستحواذ الآلة التي غاب معها الدور الإنساني، وها هو العالم يعيد حساباته في إدارة الواقع السياسي والمصيري مستدركا أن الإنسان هو محط القوة والمقتدرة في الإرادة والإدارة والحكم وليس الإمكانيات.
كل ذلك في فترة وجيزة كإيجابية خلاقة جراء تنوع الدور والأداء في مواجهة العدوان، يعيها قلت المنصفون ويقفون إجلالا واحتراما وتقديرا للشعب اليمني قيادة وعامة كحتمية القيم الأصيلة وما أنتجته من وعي وبصيرة وينظر إليها بكل وقار لم تكن لولا ثورة الواحد والعشرين من أيلول والثقافة القرآنية التي عمل ويعمل عليها السيد قائد الثورة، تعددت المواقف وتعددت الوجوه اليمنية تجاه العدوان إلا أن السحنة اليمنية الواحدة هي ملكة الموقف وحاكمة الوجوه. كهوية إيمانية أفرزت تنوعا محمودا وأكدت حسن التطلعات نحو حقيقة أن الثورة ولادة دائما بالمفاجأت وأن الشعوب الحرة حين تقف في ظل قيادة وطنية خالصة صادقة ضد أي عدوان مهما كان قوته وحجمه تنتصر على رغم ما تواجهه من ظلم وتهميش وكذلك رغم التكالب العالمي التحالفي العدواني ضدها وبالتأكيد فإن اليمن هي الأنموذج الأقوم للمقياس، وها هي لم تكن مكتوفة الأيدي حائرة التوجه متخبطة وعسوائية القرار بل نراها وبكل وضوح تنتصر وتنتصر وتنتصر بفضل من الله وعونه بعد سنوات من المقاومة في كل جوانب الحياة وأنتجت بديلا ثقافيا آخر وتنوع ثوري مقاوم إضافي إلى الذاكرة الثورية الإنسانية في يمن الحكمة والإيمان؛ رؤى ومواقف وأفعال تستحق الإشادة والوقوف أمامها حدثا حدثا ودراستها بجدية،
بمعنى آخر أن الأدوار التي قدمها الشعب اليمني المقصي عن الخارطة الإنسانية خلال ثمان سنوات من المقاومة والمواجهة كان متوائما متكاملا مع بعضه متقاربا جدا فيما بينه محققا نسبة نجاح مذهلة فعلا جاء على أثرها الحوار المباشر مع السعودية نتيجة الابتكار في الرد والردع، على إثره انتصر الوجود اليمني على عدمية العدوان واكتسب احترام الأحرار من كل بقاع الأرض 🌎 في حين خسر الآخر وأدواته خلقيا بل أن العدوان نفسه يقر بذلك ويضع فوق عينيه وعلى جانب شفته. وأنفه علامة إجلال وإكبار كلما مر موقف يمني أمامه، فسلاما سلاما سلاما

Loading