كتابات

أهمية القضاء

منال علي القطيبي

لا شك أن القضاء العادل يعتبر من أهم الضمانات للمجتمع فيجب على القاضي التزام الشّدة واللّين في الحُكم، وكذلك السّلطة بأسرها، فلا يجُوز استخدام الشّدة، ولا تقتصر على اللّين فتضيع الحقوق.

ولا يختلف اثنان على أهمية القضاء فالعمل القضائي ليس بالسهل وليس بالعمل المُريح، فالقاضي يتحمل من الأعباء والهموم ما لا تُطيق الجبال حمله، فهو يبت في أمر الناس، ويحكم بينهم، ويسعى جاهداً للوصول إلى العدل والرحمة، والمساواة في الحُقوق، والإنصاف، وعقاب المُذنبين، والأهم من هذا كله الاستفادة من روح القانون والعدالة في محاولة إصلاح المذنبين وإصلاح حالهم.

لذا فإن من أهم الامور التي يُقدمها القضاء للمجتمع هي العدل، فالعدل هو المُساواة وهو يعني لنا الكثير في أن نحقْ الحق بين الناس، وألا نميز بين غنيٍ ولا فقير، ولا بين ذي عز وجاه وآخر ليس له إلا نفسه في هذه الحياة، ويشمل العدل المعاملة المُتساويّة بين أولئك الذين يوفدون للدولة من خارجها، فليس عدلاً أن نُميز بين أبناء الدولة وبين من يزورها، فالعدل في القضاء هي لُغة ذات كلمات ومعانٍ لا يدركها سوى من يتقن فُنون المُساواة بين الأفراد فلا نميز بينهُم حين نبدأ في الحكم عليهم، فكل يؤخذ منه كلامه حتى نهايته.

أما عن تأثير هذه الخاصية في القضاء والمُجتمع فلها الأثر العظيم، وللقضاء العادل الأثر الطيب والجميل في زرع المحبة لهذا الوطن الذي علّم أبناءه، وأول ما علّمهم العدل والبعد عن الظُلم، أما عن أثر المساواة في المجتمع فهي الأمان ليذهب المرء لحياته وعمله دون أي خوف لا من الواسطة ولا ما تسمى المحسوبية، ولا التمييز الجائر بين طبقات المجتمع.

Loading